محمد عبدالرحمن
كيف سيتعامل "هادي" مع تصنيف "حركة الحوثي" تنظيماً إرهابياً؟
دخل القرار الأمريكي بتصنيف الحوثي حركة إرهابية حيز التنفيذ، وأصبح القرار نافذاً ولم يبق إلا أن يلمس الناس أثره على الواقع، وإلى أي مدى سوف يجبر هؤلاء الإرهابيين على التوقف عن ممارسة الإرهاب والتوقف عن وأد حياة اليمنيين ومستقبلهم.
جميع اليمنيين رأوا في تصنيف الحوثي كإرهابي، خطوة جيدة، وفي انتظار مدى تأثير ذلك، وحده "هادي" هو الذي لم يعرف الناس موقفه، وما الذي سيفعله، حتى إن البعض لا يزال يتساءل، هل الرئيس "هادي" يعرف بتصنيف الحوثي كتنظيم إرهابي أم لا؟؟
من حق الناس أن تتساءل عن ذلك، لأنها تعرف أن "هادي" ليس بالشخص الذي تهمه شؤون اليمن، وليس بالرئيس الذي يتحمل المسؤولية بجدارة، وليس بالإنسان الذي يمتلك ولو قليلا من الكرامة، الناس تعرف أنه شخص لو اختفت اليمن من على الخريطة، لاستلقى على الجنب الآخر يكمل نومه.
أدرك العالم أجمع خطورة الإرهاب الذي تمارسه جماعة الحوثي، ولم يدرك "هادي" ذلك، احتشد العالم أجمع من أجل مساعدة اليمن في مواجهة الإرهاب، ولم يتحرك "هادي"، عن أي رئيس أو شخص مثل "هادي" يريدون للناس أن يثقوا به، إنه الخطيئة التي ساهم البعض في رفعها على الأكتاف.
لن يفعل "هادي" أي شيء، ولن يتحرك للاستفادة من تصنيف الحوثي حركة إرهابية، بل ربما سوف يساهم في رفع صفة الإرهاب عنها، وسوف يساهم في منحها المزيد من الوقت والسلاح والمال من أجل أن تطول الحرب، وعندما تطول الحرب وتسفك المزيد من دماء الناس، كلما ظل "هادي" بصفته رئيساً لهذه البلاد التي لم يتحمل يوماً أي مسؤولية تجاهها.
في الوقت الذي فيه الجنوب بدأ بتضميد جراحه، وبتهيئة نفسه لعودته جنوباً يحتضن الجميع، وتنطلق منه رياح تحرير صنعاء والشمال ككل، كان "هادي" يهندس لإفشال ذلك، واخترق بخنجره المسموم اتفاق الرياض من أجل مرحلة جديدة وصادقة، بقرارته التي لن تفيد أحداً سوى جماعة الحوثي الإرهابية، لأنها قرارات تخالف ما اتفق عليه
عندما كانت الناس تعتقد أن "هادي" استيقظ، بعد سماعه خبر تصنيف جماعة الحوثي حركة إرهابية، كان "هادي" يستمع لحاشيته الفاسدة عن كيفية التنصل من اتفاق الرياض، وعن الوسائل التي سوف يستخدمونها لتهريب النفط عبر ميناء "قنا"، ذهب اعتقاد الناس وظنهم به أدراج الرياح، وبقي "هادي" هو ذلك الرجل الذي لا يؤتمن ولا يحارب.