سامي نعمان

سامي نعمان

تابعنى على

خطبة عدوانية طافحة

Friday 15 January 2021 الساعة 04:55 pm

صليت الجمعة في جامع النور في حضرة الشيخ عبدالله العديني.. خرجت من البيت قاصداً الصلاة هناك عمداً.. 

والحقيقة أني أصلي هناك مرة كل بضعة أشهر وأينما وجدت نفسي صليت ليس لدي مشكلة معه ولا في سماع ما يقول ولا مع غيره..

لكن خطبة اليوم كانت مفزعة بما حملته من نزعة تحريض وعدوانية طافحة، ليس على الحوثيين ولا على المفصعين بيد أنه يتناولهم.. وهذه شهادة حق وانا سمعته غير مرة، لكن ليس بذات الحماسة والتجلي الذي ظهر به اليوم على الراقصات والمصفقات ونادي تعز السياحي وفان سيتي والمطاعم والجامعات وقلعة القاهرة.

كانت خطبة مشبعة بتحريض الجرحى والمقاتلين في الجبهات على أولئك. أرعبتني وأنا الذي لا يجيد الرقص ولا أعلم أين توجد حفلات راقصة لأذهب للفرجة عليها.

طبعا الشيخ "الحاذق" وضع المقدمات أنهم سيتهمونه بالتحريض ليقول في الجمعة القادمة أنا قلت لكم انهم سيقولون كذا.

والحقيقة أنه إن لم يكن التحريض ما يقوله الشيخ العديني فلا أدري ما هو.

حين يتحدث الشيخ عن سقوط شهداء وجرحى في الجبهات في ظل نزيف دائم وهؤلاء لا يمكن تعويضهم من الراقصات وأصحاب الديسكو في قلعة القاهرة ونادي المسبح وفن سيتي..

حين يتحدث عن دعوته لتحويل نادي تعز السياحي إلى مستشفى ميداني لعلاج الجرحى وليس إلى مرقص، مع أن المستشفيات متوفرة وينقصها الخدمة والمعدات والموارد وليس المساحة.. 

حين يتحدث عن قلعة القاهرة عن المطاعم والجامعات والاختلاط فيها..

حين يتحدث ويغازل عشرات المقاتلين والجرحى الذين يصلون في مسجده ويصور لهم أن غرماءهم الذين سيدخلون الحوثي إلى تعز هم أولئك.

حين يخاطب السلطة المحلية بأن الحوثيين سيحتلون مكاتبكم بسبب هؤلاء الذين سيرقصون عند دخول الحوثيين إلى تعز.

لم يتحدث اليوم عن الظلم ولا عن المفصعين المعربدين في شوارع المدينة والذين يصلي بعضهم في حضرته.

كذلك كان حديثه عن ميليشيا الحوثي الارهابية عابرا، رغم انه يتحدث عنهم في بعض خطبه.

فيما قاوم الحوثي كثير من المبنطلين والراقصين الذين وقعوا ضحايا للارهاب الحوثي، وسلخوا وعذبوا وقتلوا في معتقلاته، كان أشخاص من جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالشيخ عبدالواحد المروعي أول الملتحقين بزفة الميليشيا الارهابية يشارك في السطو والنهب والعربدة وفي قمع وتعذيب واختطاف الناس على ذمة قضايا كتلك التي يتحدث عنها العديني في خطبه..

وإلى قبل أشهر من التحاقه بالميليشيا الإرهابية كان المروعي يحشد المساعدات للجهاد في دماج ويحرض على قصات الشعر والاختلاط والشذوذ الذي كان يعشعش في رأسه، وهو الذي عاد ليمارسه من منطلق سلطة الحوثيين أسوأ الجرائم لقمع الناس وارهابهم ونهب حقوقهم.

على كل، لا يمكن للناس أن يكونوا نسخة من عبدالله العديني ولن يكونوا وكل مهيأ لما خلق له، وما لا اتمنى أن أراه يوما ان لا أرى الشيخ العديني قد وصل إلى مرتبة العربيد المروعي..

رغم كل الجنون والانفلات الحاصل في تعز فأنا اعتقد ان اعقل اليمنيين من الشباب والمراهقين والعسكريين والمتدينين والجرحى ما زالوا يعيشون في هذه المدينة، إذ ما زال الغالبية العظمى من اولئك الذين يسمعون لمثل هذه الخطبة المشبعة بالشرانية تجاه المجتمع، ثم يكاد يكون تأثيرها صفرا ولا تنعكس في الاغلب الأعم على سلوكيات الناس وبعضهم عسكريون مسلحون يحرضهم هذا على أولئك باعتبارهم سبب سقوط الأندلس.

أتمنى عليه أن ينشر الخطبة طالما أنه يحرص على توثيقها دون مونتاج لتعم الفائدة أو التحريض.

أتمنى عليه مراجعة خطابه وخطبه وأن يدعو للناس بالهداية إن كان يراهم ضالين، عوضا عن أن يدرأ الله في نحورهم.

نسأل الله للشيخ حسن الخاتمة..

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك