فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

ما مرة تشخ من حكومة!

Monday 21 December 2020 الساعة 04:04 pm

أن تستبعد الرئاسة تهامة عند تشكيل الحكومة الجديدة، وتستبعدها الأحزاب، فلا بأس، إذ قد أكرمها الرئيس هادي مسبقاً بتعيين الدكتور عصام شريم رئيساً لفرع المؤتمر الشعبي بمحافظة الحديدة أم وأب التهايم كلها، وأكيد أن الرئيس قد قدر أن هذا يكفي!

أما أن يتم استبعاد المرأة عن الحكومة الجديدة، فهذا هو غير المفهوم، وغير المعتاد منذ عقدين من الزمن تقريباً، ولذلك تذهب بنا الظنون مذاهبَ شتى عندما نحاول فهم غير المفهوم.. لو افترضنا أن قولة سيف الخولاني: ما من مرة تشخ من ظاقة، ما تزال سارية المفعول، فما شأن ذلك بحكومة قضيتها اليوم ليست قضية شخوخ.. وإذا ظننا وقلنا ربما أنهم استبعدوا المرأة لكي يتساووا بذلك مع العصابة الحوثية التي كان فيها وزيرة للشئون الاجتماعية ووزيرة لحقوق الإنسان (فائقة السيد وعليا عبد اللطيف الشعبي) فاستبعدوهما أول ما خلا لهم الجو ليبيضوا يصفروا، لكن العصابة الحوثية لم تدع حكومتها بلقعاً لا تشخ منها امرأة، إذ عينت رضية راوح وزيرة لحقوق الإنسان كاملة الدسم تفكه جلسات الحكومة فكاهة، وبالجملة معهم من يشخ.. وإن قلنا ربما استبعدوا المرأة لأن الحكومة كانت بموجب اتفاق الرياض، وشكلت في الرياض، فإن هذا الاستبعاد لا ظل له في المملكة العربية السعودية اليوم، حيث ارتقت نساء مناصب ولاية عامة أعلى من منصب وزير.. أما إذا قلنا إن الرئيس وأحزابه استبعدوا النساء لأنهم بصدد جولة مصارعة لا تقوى عليها أنثى، فيا لهم من مخادعين!

تستبعد المرأة اليمنية عن الحكومة في خاتمة العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.. يا لها من فعله! تستبعد الآن لتغدو الحالة اليمنية الاستثناء الوحيد في العالم، وتقريباً في بلاد العرب أوطاني أيضاً، والمثال في بلدان الجوار القريب التي ليس فيها أحزاب ولا تتزلف للعالم بادعاء نسب مع الديمقراطية، فقد ضمت حكوماتها الجديدة نساء، فهناك اليوم تسع وزيرات في حكومة محمد بن راشد بدولة الإمارات العربية المتحدة، ووزيرة شئون بلدية بدولة الكويت، ووزيرة صحة في حكومة البحرين، واختار السلطان العماني الجديد ثلاث نساء لثلاث وزارات مهمة هي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وزارة التربية والتعليم، ووزارة التنمية الاجتماعية.. أما في لبنان فقد عينت امرأة زيرة للداخلية هي ريا الحسن، وضمت حكومة حسان دياب  ست وزيرات في أصغر بلد عربي.. فما ضرهم لو قلدوا الراشدين وعينوا وزيرة، أو حتى وزيرة دولة تشخ في جلسات مجلس الوزراء.

العجيب أن الأحزاب أخذت الوزارات لذكورها باليد اليمنى، وخرجت على النساء وفي يدها اليسرى بيانات استنكار وأسف على استبعادهن عن الحكومة.. إنه استخفاف ينم عن فقر دم لا يوصف.