محمد عبدالرحمن
لماذا الأمير خالد بن سلمان قام بزيارة "هادي"..؟!
قبل أيام قام الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع في المملكة، ومسؤول الملف اليمني، بزيارة مفاجئة إلى مقر إقامة الرئيس هادي في أحد فنادق الرياض، هذه الزيارة ليست عفوية، ولا اطمئناناً عن صحة الرئيس أو الجنرال، لها مدلولها ولها دوافعها المتعلقة باتفاق الرياض.
جاءت زيارة الأمير خالد لهادي في وقت كان يجب فيه أن يتم إعلان تشكيل الحكومة بناءً على اتفاق الرياض، لكن الإعلان تأخر بسبب عرقلة طرف من أطراف الاتفاق لتشكيل الحكومة، هذا الطرف الذي أتعب الجميع وأرهق المملكة والشعب اليمني، قرر الأمير بزيارة رئيسه في الفندق.. هل عرفنا المعرقل.. نعم هو هادي وجماعته.
لو كان هادي وجماعته قدموا كل التنازلات وأفسحوا الطريق أمام تشكيل الحكومة برئاسة معين عبدالملك، لكانت زيارة الأمير خالد للاطمئنان وليس للعتاب ومحاولة الضغط لتنفيذ الاتفاق.
الزياره إلى غرفة هادي هي إعلان غير مباشر عن الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة، وهي دليل واضح أن هادي وجماعته يقفون حجر عثرة أمام أي تقدم أو محاولة لتوحيد الجهود والاتجاه صوب صنعاء وتحريرها.
يمتلك هادي مبرراته الذاتية، وتمتلك جماعته أيضا نفس تلك المبررات التي تجعلهم يقفون كمعرقلين لأي جهود تؤدي إلى الانتصار واستعادة الدولة وإسقاط جماعة الكهنوت الحوثية في صنعاء، يخافون على السلطة والثروة التي جمعوها من خلال فسادهم وإدارتهم العبثية للشرعية.
يقدم المجلس الانتقالي كل التنازلات من أجل تنفيذ اتفاق الرياض، لأنه يرى في المقام الأول مصلحة الجنوب، ويرى أن أي معركة لا تتجه نحو صنعاء هي معركة تطعن المقاومة الجنوبية وشهداءها، لذلك يحاول أن لا يترك أي حجة لهادي وجماعته يتخذونها كمبرر لتنصلهم من تنفيذ الاتفاق.
تعبت المملكة وأرهقها هادي بفساد جماعته، وها هي تحاول أن تثنيه وجماعته عن أي عرقلة لتشكيل الحكومة، لكنها تصل معهم إلى طريق مسدود، في محاولة من جماعة هادي لإطالة أمد الحرب وتمكين جماعة الحوثي وتوطيد مخالبها في الشمال.
كشفت زيارة الأمير خالد لهادي عن كمية العراقيل التي يضعها هادي وجماعته أمام السعودية والمجتمع الدولي أمام إنقاذ البلاد، ومنع أي توجه يصب في مصلحة الحوثي وتنظيم الإخوان الإرهابي، وكشفت مدى رغبة تنظيم الإخوان بغزو الجنوب مرة أخرى واستباحته وانتهاك ثرواته واستقراره.
تستمر معاناة الناس، ويستمر الأمير خالد في زيارة هادي لعله يلتمس لديه شيئاً ما من أجل البلاد والناس، ويستمر المجلس الانتقالي بتقديم التنازلات من أجل الجنوب والشمال معاً، في كل هذا تستمر شرعية "الإخوان" في عرقلة أي تنفيذ لاتفاق الرياض وتشكيل الحكومة التي طال انتظارها.