محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

هل سيعود أسرى الشرعية إلى بيوتهم؟؟

Thursday 15 October 2020 الساعة 05:18 pm

قد يكون إطلاق بعض الأسرى بعملية تبادلية بين الشرعية وميليشيا الحوثي، خطوة جيدة، لكنه رغم ذلك لم يخل من الابتزاز السياسي، حيث يمارس الحوثي أساليبه المخادعة لكسب أي جولة تفاوضية أو عملية من شأنها أن تصب في صالحه، وفي هذه العملية كان نصيبه الأكثر عدداً من إطلاق سراح أتباعه من سجون الشرعية.

ستنطلق الطائرات من مطار صنعاء ومطار سيئون أو أي مطار آخر في اتجاهين متعاكسين، تحمل كل طائرة عناصر الطرفين المتفق عليهم لإطلاقهم، تهبط الأولى في نفس وقت هبوط الثانية في المطار الآخر، لكن الأمر هنا يبدو غريباً، وفيه نوع من التساؤل الذي لم تظهر إجاباته في أوراق التفاوض، هو إلى أين سيعود الأسرى المفرج عنهم من سجون الحوثي؟

نعرف أن هناك أسرى في سجون الحوثي لهم بيوت تحت سيطرته وسطوة ميليشياته، إلى أين سيتم الإفراج عنهم بعد رحلة معاناة وعذابات البُعد عن ذويهم، وهل هناك اتفاق بين الطرفين على عودة أي أسير إلى بيته أينما كان وتحت أي سيطرة لأي طرف كان دون أن تتم مضايقته؟؟

لا نعرف إذا كان هناك اتفاق من هذا النوع، أن يعود كل أسير إلى بيته، لكننا ندرك أن الحوثي لن يقبل أن يعود أسرى الشرعية إلى بيوتهم الخاضعة تحت سيطرته، إنه يريد أن يضيف إلى عذابات السجن مرارة التشرد والتنقل بين المدن بحثاً عن مأوى، في المقابل نجد أن كل أسرى الحوثي سيعودون إلى بيوتهم وذويهم.

محزن أن يخرج الأسير من سجون الحوثي ولا يجد ذويه يلتقفونه، ولا بيتا يأويه، يجد نفسه مجبراً على رحلة التشرد مرة أخرى، بسبب غباء وتنصل الشرعية من مسؤوليتها والقيام بعملية تفاوضية على أسس سليمة تحفظ كرامة الأسرى وتفرض شروطها لصالحهم.

حتى في ملف الأسرى نجد أن الشرعية هي التي تخسر، كنا نعتقد أن هزائمها فقط محصورة على الواقع العسكري، لكننا وجدنا أنها تمتد إلى كل الملفات حتى أبسطها، فأي نصر حققته الشرعية في خروج الأسير من سجن الحوثي إلى الصحراء والتشرد مرة أخرى، ما جدوى إطلاق سراحه إذا لم يعد إلى بيته وأهله؟!