محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

من مرفأ بيروت إلى ميناء الحديدة

Sunday 09 August 2020 الساعة 06:00 pm

مرفأ بيروت والانفجار الكبير الذي حدث فجأة فيه، وكانت الصدمة مفاجئة والخسائر فادحة، لم يكن هناك من يعرف بوجود تلك المتفجرات، سوى من يمتلكها وبعض من إدارة الميناء، لكن صافر القنبلة النفطية القابلة للانفجار في أي وقت في ميناء الحديدة، يعرف العالم أجمع بوجودها وخطورتها ونتائج انفجارها الكارثية، وعلى الرغم من ذلك لا أحد يستجيب لنداءات الناس في وقف الانفجار القادم.

تمثل الناقلة صافر خطراً يوشك أن يحدث، قنبلة شظايا انفجارها سيتجاوز ميناء ومدينة الحديدة، ويتجاوز حدود اليمن البحرية، ليصل إلى دول أخرى، نتائج هذا الانفجار كارثية ومؤلمة، ومعالجتها لا تستغرق أياما أو أشهرا، بل سنوات طويلة وأموالا كبيرة، والعالم أجمع سيتضرر من تلك الكارثة إذا حدثت.

البحر الأحمر سيتحول إلى الأسود وفي بطنه تموت كل الأحياء والشعاب المرجانية، لن يكون هناك عبور لحاملات النفط والسفن التجارية، لأن الوقت سيكون قد فات على قدرة تلك الناقلات بالعبور في مياه البحر الأحمر، إذا كان انفجار بيروت أضر ببيروت وسكانها، فانفجار صافر سيضر بأغلب الدول المطلة على البحر الأحمر.

تعيش بيروت أياما سوداء وحزنا متفاقما وأوجاعا متناثرة، وتعيش اليمن أفظع من أيام بيروت وحزنها، وينتظرها موقف آخر من الأوجاع يعرفه العالم، لكن دون أن يحرك أحد شيئا لإنقاذ الناس والبحر من انفجار صافر الوشيك.

يسيطر حزب الله على مرفأ بيروت، ويسيطر الحوثي على ميناء الحديدة، بوابتين لدخول المتفجرات والأسلحة والممنوعات إلى بيروت وصنعاء، الاستماتة على تلك البوابات من قِبل ميليشيا إيران تجعل منها نقطة ارتكاز في دخول الدعم الإيراني بسهولة، مهما حاولت أن تنكر ذلك، بالإضافة إلى كارثية نتائج ما يحصل فيها.

لم يهتم حزب الله باللبنانيين، ولا يهمه حياة الناس في بيروت، فكدّس نترات الأمنيوم في مرفأ بيروت، وكانت النتيجة كارثية على حياة الناس، وفي الحديدة ترسو القنبلة صافر محملة بمليون برميل نفط، يساوم الحوثي عليها، ويجعل منها تهديدا لليمنيين والعالم إذا لم يدفعوا له، فإنه سيتركها تنفجر، في حالة عدم اكتراث بنتائج انفجارها الكارثية.

هذه الميليشيات الطائفية لا تعير حياة الشعوب أدنى مسؤولية، ولا تقيم للمبادئ موقفا يمكن أن ينقذ فيها حياة ناس، تستخدم كل الأساليب في نهب وسلب المجتمعات، وتستخدم وسائل تكون نتائجها كارثية في سبيل الضغط للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية.

قنبلة صافر يستخدمها الحوثي بصورة بشعة وقذرة، من أجل الضغط على المجتمع الدولي والحصول على مكاسب هنا وهناك سياسية أو اقتصادية، هو يدرك أن العالم متخوف من انفجارها، فيستغل هذا التخوف في الضغط عليه، وإذا لم يحصل على ما يريد، فلا شيء سيخسره، سيتركها تنفجر وهو بذلك سعيد.