اختنق اليمنيون من دخان نار قطر، انتشر الظلام وطالت سحائبها التي لا تمطر إلا حروباً وضغائنَ، ولحى إخوانية تعمل كجمر، تعبت الناس من لظى الإخوان وأموال قطر المتدفقة كالنهر، واحتشرت المناطق خوفاً من النيران التي تشعلها.
النار في الحجرية لا تزال تنفث شرارتها ودخانها، ولا تزال مواقد الإخوان تتجهز لحرق المنطقة وشواء أجساد الناس فيها، وها هي الآن تنتقل إلى المهرة لإشعالها، وحرق أبوابها وشوارعها وسلمها وتسامحها، يتنطط الإخوان في المهرة ويحشرون في جوفها الحطب والزيت.
تعمل ماكينة قطر الإعلامية على ترويج خطر سوف يداهم المهرة إذا استلم أبناؤها إدارتها، تمد في إعلامها أنابيب نفط تقول إنها رغبة سعودية في مدها عبر المهرة إلى البحر، وتغرق قطر في إبراز تلك الأنابيب النفطية دون استشعار الواقع الذي لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن إخفاء تلك الأنابيب بسهولة في جوف الأرض.
لكنه الصراع الذي يبحث عن أي مادة وبأي وسيلة لمهاجمة الخصم، وها قد وجدت قطر مادتها ووسيلتها وأرضاً ليست أرضها لمواجهة خصم لا يرغب في المواجهة، اتخذت قطر من الإخوان يدها التي تشعل اليمن حروباً، وتريد من نار تلك الحروب أن تلفح وجه السعودية لتشويهه، لكنها فقط تلفح وجوه اليمنيين وتحرق أجسادهم.
تريد قطر أن تتمدد ويتعمق نفوذها، وتسعى إلى تطويق السعودية في اليمن عبر الإخوان والحوثي، وفي نفس الوقت العمل على تنفيذ المشروع الإخواني في المنطقة، والبحث عن إمكانية بقائه قائماً لا يُكسر، وخاصة بعد الضربات التي تلقاها، بسبب ممارساته الإرهابية فكراً وتنظيمياً، تجاهد قطر في خرق وحرق كل شيء، لأن لديها أموالاً أكبر من حجمها.
المهرة اليوم في مفترق طرق، النار توقدها قطر على أيادي الإخوان، وعُمان تتلهث لابتلاعها سريعاً، والجنوب يحاول أن تكون جزءاً لا ينفصل عنه، هي حاميته الشرقية، وناصيته تجاه الشمس، وحاضنته التي يجب أن تعود إلى ذاتها، وأن يلتئم جرحها ويقودها أبناؤها وإدارتها.
نماذج حرائق الإخوان تمتد على طول اليمن، وبقيت المهرة تحاول أن تعزل نفسها عن تلك الحرائق، على الرغم أن دخانها يخنق المهريين، لكنهم -الإخوان- كانوا قد بدأوا بتهيئة الحطب، فأنشأوا قناة باسم المهرية، ووضعوا شجرة دم الأخوين شعاراً لها، وعملوا طوال الفترة السابقة على النفخ في جذوع الشجرة وصب الزيت عليها، وما نلحظه اليوم هو ثمرة النفخ لحرق المهرة.
تمتلك قطر الكثير من الأموال، ويمتلك الإخوان الكثير من الحقد، وتمتلك المهرة الكثير من الصبر والقدرة على إطفاء الحريق وقطع اليد التي تعبث بها، وتمتلك من القدرة ما يجعلها مؤهلة لإدارة نفسها، بعد أن غرقت في رمال فساد الإخوان ونهبهم وإرهابهم.