محمد عبدالرحمن
عن إمكانية غزو السعودية.. قطر "بمالها" تُسمّن الإخوان والحوثي
اليمن ساحة كبيرة لمعركة لها أبعاد تتعدى المتاريس التي صنعها الحوثي وجماعة الإخوان من جماجم اليمنيين، حرب بدون تلك الأبعاد التي تتعدى الحدود، كان يمكن حسمها سريعاً ومعالجة آثارها بكلفة أقل مما ستكون، لكن دولة قطر اشترت بأموالها كل الجماعات الدينية ومنحتها مشاريع إما إيرانية أو تركية، وتمهد لها الطريق لإسقاط الرياض، بعد أن تحولت صنعاء إلى أطلال.
خلاف قطر مع السعودية قديم، وليس وليد العام 2017م، هذا الخلاف حشر اليمن في جوفه، بسبب الموقع الجغرافي والجوار مع المملكة، حيث وجدت قطر أرضاً يمكن أن تحولها إلى جهنم على السعودية، وتحرق فيها أجساد اليمنيين حطباً لالتهام النظام السعودي، ولهذا أسهمت بشكل كبير في حماية الحوثيين أثناء تمردهم عبر التفاوض والاتفاقيات في الحروب الست، وسمّنت الإخوان ودعمتهم.
من كان يدرك خطورة الوساطات القطرية بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، يجد أن الأمر لم يكن نهجاً لتدعيم السلام في اليمن، ولم يحمل نوايا صادقة تجاه اليمنيين، إنه نهج أثبتت الوقائع والأحداث أن قطر كانت تتخذ من اليمنيين مترساً لمواجهة السعودية، وبناء جماعات إرهابية داخل اليمن لضرب المملكة وإدخالها في دوامة الصراعات.
قطر لعبت وتلعب في اليمن، تبني ميليشياتها وتطعمها وتسمّنها، وتمنحها المال والمواقف والدعاية الإعلامية، ثم أشركت قواعد أخرى ساعدتها في تدعيم تلك الميليشيا بالعقيدة، فتحت لإيران باباً لإدخال الحوثي بثوب الإمام الخميني، وفتحت الباب الآخر لتركيا لإدخال الإخوان بثوب الخليفة أردوغان، وفتحت عيونهما نحو السعودية والقضاء عليها، ولو كلف ذلك سحق كل اليمنيين.
الحرب في اليمن لها دوائر أكبر من دائرة الصراع على السلطة والنفوذ، ولها وزن أكبر حجماً من أن تعود الشرعية إلى صنعاء أو أن يتقهقر الحوثي إلى كهوف مران، قطر تمنح الحرب دائرة تشمل السعودية، وتشمل فكفكتها وتمزيقها، في لعبة امتلكت فيها الحوثي والإخوان كبنادق تطلق رصاصها في كل مكان لإطالة الحرب وتشعبها، من أجل أن تغرق المملكة من حيث لا تشعر.
هدف واسع ومشاركة قطرية أوسع وأعمق من أن تدركها العامة المنشغلة بلقمة العيش، تغلغل الدور القطري عبر المشروع الإيراني والتركي، لأنه يبحث عن محركات تساهم في بقائه فاعلاً يخدم هدفه ويحقق طموح تركيا وإيران، الثلاثي الذي يرى في اليمن ساحة انطلاق لمشاريعهم ضد السعودية.
تريد قطر تثبيت دولة للحوثي في صنعاء، ودولة للإخوان في الجنوب، وخاصة بعد أن فشلت في استمرارية دور تنظيم القاعدة، كل هذا من أجل الرياض، لا نستغرب توقف جبهات القتال بين هاتين الجماعتين، والذهاب نحو معارك بعيدة عن عودة الدولة وإسقاط الانقلاب، معارك يفجّرها الإخوان ضد كل من يقف في مواجة الحوثي.
السعودية تدرك خطر الدور القطري في اليمن على نفسها، وتدرك أن بقاء الإخوان والحوثي هو تهديد لبقائها، مهما دخلت معهم في تفاهمات وتقارب، تبقى المشاريع الإيرانية والتركية هي الدافع والمال القطري هو المحرك، لكن يبدو أنها تحاول أن تمسك بزمام الأمور وإدارة المعركة وحرف بوصلتها، وإبقاء حالة الصراع تدور على رؤوس اليمنيين إلى ما لا نهاية..