محمد ناجي أحمد
سلطة قهرية هي "مجمع نفايات" القرون الغابرة
تكريس الواقع الطبقي اقتصاديا بطبقية مذهبية يُسقط لافتة "ثورة الجرعة"؛ التي لم تكن يوما تشير إلى فعل جماهيري باتجاه التغيير لواقعها المثقل بالجوع والحرمان والاضطهاد.
ويؤكد خطورة الدعاوى في غاياتها التي تتبدى عدوة للناس، والتي تهدف إلى جعلهم يصطفون ضد إيمانهم بالثورة وضد آمالهم، مما يجعل مستقبل الثورة منفيا لعدة عقود.
وأن الصراع في الحاضر والمستقبل القريب هو داخل بنية الاستبداد وتناقضاته كخطوة تراكمية باتجاه استعادة الناس لإيمانهم الثوري، الذي يستعصي على الآخرين سرقته تحت قشرة خارجية تستغل أوجاع الناس للاستحوذ على السلطة والثروة، ولتكرس سلطة قهرية هي "مجمع نفايات" القرون الغابرة...
* * *
قالها لكم الدكتور أحمد شرف الدين وهو يقدم باسمكم تصوره عن الدولة وشكلها:
إذا أردتم دولة إسلامية فإن نموذجها هو ما تقدمه (القاعدة) وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وطالبان في أفغانستان!
وإذا أردتم دولة الناس فالعقد الاجتماعي بين الناس يقوم على مواطنة ووطن، لا خمس ولا غنيمة ولا فيء ولا إثخان في الأرض ولا أسر ولا جزية...
وما بين الناس والدولة التي هي نتاج اتفاق وتوافق بين متساوين -حقوق وواجبات ووطن ومواطنة...
مواجهة أي عدوان يكون بتقديس حرية الناس وكرامتهم وتكريمهم لا التفريق بينهم في الحقوق، وتكريس طبقية تنتمي لزمن الإقطاع والأحساب والأنساب...
إما أن تبنوا سلطتكم على أساس أن الشعب مصدر السلطات وأن الأمة المتماسكة غاية التشريع ومقصده، أو تبنوا دولتكم على أساس طبقي أقلوي، تكون فيه الأحساب والأنساب سوطا تسومون به الغالبية سوء الاستبداد، الذي هو في المحصلة والخاتمة وبال عليكم قبل أن يكون ابتلاء على غيركم...
لم يعد مجديا التهرب من مناقشة مثل هذه القضايا بالقول إنها حرب ناعمة يحركها العدوان، فما لم تتغير الذهنية التي تدير الشأن العام بعقلية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الأسواق والجامعات والمرافق والحدائق والمقاهي والمطاعم وغيرها في الفضاء العام، وشئون السياسة والاقتصاد- فستستمر الفجوة بالتوسع بين السلطة والناس...
* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك