د. صادق القاضي
جماعة الإخوان: جالية تحاول أن تحكم اليمن!
من حق فرع "جماعة الإخوان" في اليمن أن يعادي الإمارات ومصر ويوالي قطر وتركيا، وأن يتقلب بين الولاءات والخصومات كما يشاء.. في هذه الفترة الغارقة في التوحش.
لكن ليس من حق هذه الجماعة أن تفرض تحالفاتها وخصوماتها على الشعب اليمني. الشعب اليمني لم يبايع الإخوان على أن يعادي من عادوه ويوالي من والوه.!
للشعب اليمني قضاياه وأولوياته الخاصة، وهي حاليا ومنذ سنوات. إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة والعاصمة وإقامة دولة مدنية حديثة في هذه المنطقة من العالم.
وللإخوان قضاياهم وأولوياتهم الخاصة، وهي حاليا ومنذ ستينيات القرن الماضي. إقامة ولاية إسلامية في هذا البلد كجزء من امبراطورية شمولية متخيلة.
شعب في مقابل تنظيم. وفي كل حال ليس من حق أحد تحويل اليمن إلى ميدان لصراعاته الدولية، ولا تقديمها قرابين لحلفائه الدوليين.
من سخرية القدر أن الشعب اليمني هو الذي بات ليس من حقه الاعتراض على هذا الاستلاب الذي حدث للأسف. وباسم "الشرعية" وكانت له نتائج كارثية على القضية اليمنية، على المستويين الدولي والمحلي.
دولياً. تضررت القضية اليمنية للغاية، سياسيا وعسكريا ولوجستياً وإعلامياً.. بالخصومات والتحالفات الدولية لهذه الجماعة التي لها علاقة بالإرهاب، وباتت مسيطرة على "الشرعية" وتوجهها لخدمة تحيزاتها الخاصة.
على المستوى المحلي نجح الإخوان في صناعة جيش وهمي ومقاومة فاسدة جديرين بفشلهما الميداني، وفوق ذلك في تحريف بوصلة حروب التحرير 100° باتجاه المناطق المحررة.
البارحة كانت جيوش "الشرعية" تحاول "تحرير عدن".. ليست هذه أول مرة تقوم فيها الشرعية بترك معاركها والقتال في معارك الإخوان. الحرب في البيضاء في الشمال وهي تحشد إلى شقرة في الجنوب.!
دولة هادي في اليمن في تعاملها مع قضايا "الشرعية" وقضايا الإخوان:
"كتاركةٍ بيضها في العراء .. وملبسةٍ بيض أخرى جناحا".!
إجمالاً: علاقات وحسابات الإخوان الدولية شيء يخصهم وحدهم، وهي مكشوفة الدوافع والأهداف ولا علاقة لها باليمن ولا بالشعب اليمني.
الشعب اليمني شعب. همومه وتطلعاته وانتماءاته وقضاياه المصيرية.. يمنية خالصة. وهذه الجماعة دولية. همومها وتطلعاتها وانتماءاتها وقضاياها المصيرية.. مختلفة تماماً. أشبه بجالية أجنبية في اليمن.!
..