عبدالستار سيف الشميري
قصص من جرائم المحور وإخوان تعز
تتعدد جرائم الإخوان المسلمين في تعز بتعدد أذرعها المختلفة والمتنوعة. فذراعها السياسي حزب الإصلاح يطبق على المؤسسات المدنية والإنسانية ويعبث بها نهباً وسرقةً وفساداً، وذراعها العسكري يستولي على دعم التحالف من مال وسلاح ويتاجر به.
أما ذراعها الأمني والاستخباراتي فلهُ اليد الطولى في كل الجرائم ابتداءً من حَرق مدينة تعز القديمة، مروراً بالتصفيات والاغتيالات وملاحقة السياسيين والصحفيين والناشطين... وغير ذلك كثير مما لسنا بصدد الحديث عنهُ في هذا المقال فقط سنعرض جريمة من جرائم الإخوان في تعز كي تأخذ طريقها للتوثيق، ونشير لبعض الذين تم تصفيتهم، ولعلَ ما تم توثيقه من جرائمهم عبر المنظمات يعد كثيراً لكن ما لم يتم توثيقهُ أكثر.
والجريمة الرئيسية التي نسرد بعض تفاصيلها هنا تخص محور تعز الذي يعدُ أحد أيدي جماعة الإخوان الباطشة في تعز. وسوف نشير لجرائم أخرى وتصفيات لبعض رجالات تعز.
بدأت القصة عندما تم اختطاف الشاب أيمن الوهباني يوم الأربعاء 27/11/2019، من قِبَل مجهولين وبعد دوامة من البحث عنهُ من قِبَل أهله وذويه، عرفوا أنه مختطف لدى الاستخبارات العسكرية دون معرفة مكان الاختطاف بالضبظ.
فواصلوا البحث والتقصي لمعرفة المكان، وعرفوا أن مكان احتجازه سجن في مدرسة سبأ شارع جمال تعز والمدرسة هي أحد مقرات قيادة محور تعز وغالباً المقر الرئيس.
فذهب أهله إلى المكان وأنكر حراس البوابة تواجدهُ هناك، وبعد أن كاشفهم أهله بما لديهم من معلومات مؤكدة عن احتجازه في سجن المحور أشارت الحراسة على أهله بالذهاب إلى شخص اسمه حذيفة الحيمي لاحقاً تم اكتشاف أن اسمه الحقيقي عبدالفتاح اسماعيل، وأن هذا الاسم للتخفي فقط.
وذهب أهله إلى حذيفة الحيمي (عبدالفتاح اسماعيل)، وبعد نقاش معه قال لهم أن لا شيء عليه وسيتم الإفراج عليه عند عودة الفندم/ أنور الجَندي رئيس شعبة الأمن العسكري، أخذ الأهل رقم تلفونه وذهبوا وشرعوا بمتابعته والتواصل معه عن موعد الإفراج ولكنه أغلق تلفونه تماماً، فاضطروا إلى الذهاب إلى قيادة المحور للمتابعة من جديد.
وبعد شهر تقريباً وجدوا الحيمي (عبد الفتاح اسماعيل) في الشارع مصادفة دون موعد مسبق، فقالوا له تعبنا من المتابعة وأنت أغلقت تلفونك، وأيمن بريئ ولا جريمة ولا تهمة عليه. فرد عليهم: اليوم سأذهب للفندم، وسيتم الإفراج عن ابنكم. وذهبت هذه الوعود أدراج الرياح.
وبعد أكثر من شهر ذهبت أم أيمن إلى قيادة المحور لكي ترىَ ولدها، وحاولت متذللة، إلا أنهم رفضوا ذلك وأعادوها منكسرة باكية، واستمرت الجهود وتفرغت الأسرة والأقارب للمتابعة الحثيثة، وذهبوا لشخصيات عسكرية وكذلك لبعض الشخصيات الاجتماعية، ولم يتركوا طريقاً إلا سلكوه.
وفي أواخر شهر ديسمبر 2019 وصلتهم مكالمة من حذيفة الحيمي (عبد الفتاح اسماعيل) يقول لهم "تعالوا (خذوا ابنكم مريض) وافعلوا التزام انكم ستحضروه وقت الطلب". ذهب الأب ووقع على ذلك الالتزام الذي كتبه الخاطفون بخط اليد وذهبوا مع الأب إلى سجن المحور وتفاجأ الأب أن ابنه جثة هامدة وآثار الدماء تخرج من فمه وأنفه!!
وانتهت الجريمة بسلام وما زالت جثته بالثلاجة، وقيادة المحور هي من ارتكبت جريمة قتله عمداً وعدواناً، ولكن من سيحاكم القتلة إن كان حاميها حراميها؟!
هذه القصة سبق أن تحدثت عنها بعض وسائل الإعلام دون اي جدوى من أي جهة عليا للتدخل والإنصاف حتى يومنا هذا، طلب مني بعض أهله أن نقوم بدور لمناشدة الجهات القضائية لإنصافهم، ومع علمي أنها واحدة من عشرات الجرائم أخذتُ منهم ملفاً متكاملاً للقضية لمحاولة عرضه على من يدفع لإنصافهم.
لاشك أن الجريمة واحدة من مئات القصص من الذين تم تصفيتهم وغيرهم من الذين لا يزالوان في سجون الإخوان ومعتقلاتهم ولعلَ أبرزهم أيوب الصالحي وأكرم حميد حيث لا يُعرف مكان احتجازهما حتى هذه اللحظة، وهل لا يزالان على قيد الحياة أم تم تصفيتهما.
كما تم تصفية العميد أحمد حسن عبدالرحمن، ذلك المعارض الشرس لحزب الإصلاح -رحمة الله عليه- والذي تم إلقاء جثته في السائلة، وكذلك تم تصفية نقيب العقال في تعز الناشط السياسي طلال الحميري الذي كان معارضاً شرساً للتغيير الذي قام به الإصلاح لعقال جميع الحارات في مدينة تعز واستبدالهم بالمنتمين إليهم، وبعد عراك مدني وسياسي خاضه معهم كانت نهايته التصفية والاغتيال.
والقائمة تطول.. وتبقى هذه الدماء وغيرها الكثير لا تزال تراق كل يوم على يد جماعة تمتهن القتل والفساد والنهب دون أدنى وازع من دين أو ضمير، وربما تسعنا مقالات قادمة لنعرض جرائم أخرى من خزائن جرائم إخوان تعز التي لا تنتهي.