قَبل عَام من الآن:
كنتُ أخافُ التَقدم خطواتٍ أكثر؛ خشيةَ أن اقعَ في مُستنقع الإحباط.
كُنت أعبر عن نفسي بسيلٍ جارفٍ من الكَلمات الحَادّة التي افترستني بأسنانِها وقَطعتني الى أشلاء لأنني فَقط أردتُ مِن الجَميع أن يسمعني ويُقدر حزني وبؤسي.
كنتُ أهرول لأصل لاحلامِي وأنا لم أتعلم النهوض بعد!
واليوم وبعد عام:
بنيتُ لنفسي حصناً مَنيعاً من الثقة والنضج، والوعي.. نعم أخشى الهَزائم، ولكنّي أنهضُ مِن حُطامها بِقوة وعَزيمة كَبيرتين..
تعلمتُ أن الغَرق في وَحل الخطأ هو نجاةٌ بحد ذاته.
تعلمتُ أن حُزني لَن يشعرَ به أحد سوى عائِلتي، وأن عائلتي هي كُل شيء،
فِي عامي هَذا تعرفتُ على الكَثير مِن الأصدقاء الحَقيقيين الذين يؤمنون أنّ روحي بذرة وتحتاج لِقطرات الغيث لتنمو وتُزهر.. حَتماً ستنموا..
وأيضاً فقدت الكثير... مِنهم مَن طرتُ لِسابع سماء لأنّي تخلصتُ من دجلهم تَحت مسمى الصَداقة، ومنهم مَن كان فَقدهم قَد أدخلني للعُمق الأعمق في أرض الحُزن والسُقم، ولكنّي بِفضلهم تَعلمتُ أن المَوت هو الطَريق الحُر للتحليق، وأن المرء يُصبح حَقيقياً عِندما يَمتلك صديقاً لديه أجنحة...
أتمنى أن يكونَ مِيلادي المُقبل أفضل من الآن بكثير.