إذا كان الزنداني قد اخترع ما لم يستطع اختراعه أحد علاج لكورنا، فالمخلافي قام بتوفير ما لم يستطع توفيره أحد، وهنا أقصد أجهزة فحص الكورونا كما ادعى المخلافي في تعز، وكلاهما لا يدرك شيئاً عن الكورونا وعلاجه وفحصه، كما أنهما أبطال تسلق الكوارث التي يواجهها الناس وأكثر من يحب الظهور الإعلامي كأبطال أنقذوا البشرية.
أنا هنا لا أسخر من الجهود، ولكن يتوجب عليّ القول إن الوقت ليس وقت استخفاف بعقول الناس ونفسياتهم، وليست مرحلة مناسبة لصنع بطولات إعلامية، فالعالم بأكمله خائف من الوباء، جمعية المخلافي يوم أمس قامت بفحص ستة آلاف شخص، بحسب قولها، بقياس لدرجة الحرارة بجهاز قالوا انه جهاز فحص للكورونا، وفي الحقيقة أننا لسنا جاهلين إلى هذا الحد لنصدق ذلك، فالأجهزة التي ظهرت هي أجهزة قياس درجة الحرارة التي رأيناها تستخدم مؤخراً بالمطارات، وفي كل العالم معروف أن فحص الكورونا الوحيد هو فحص ال pcr من يستطيع كشف حالة المرض بفايروس الكورونا الجديد، وهذا ما لا تمتلكه تعز.
كما أن مدير جمعية المخلافي صرح أنه تم فحص ستة آلاف شخص بجهاز قياس درجة الحرارة واتضح أنهم ليسوا مصابين بالكورونا، هذا الأمر المخيف الذي يوضح لنا أي استخفاف واستهتار بأرواح الناس وأي جرأة جعلتهم يتحدثون مكان الأطباء الذين أفنوا أعمارهم في دراسة هذا العلم.
المشكلة ليست هنا، إنما التوقيت الذي لا يحتمل هذه الأدوار البطولية الكاذبة، فتعز التي كانت بعض مناطقها عبورا للمسافرين والواصلين إلى مطار عدن لا توجد بها حتى محلول واحد لفحص ال pcr الخاص بالكورونا، فمنظمة الصحة العالمية، بحسب أطباء في صنعاء وعدن، قامت بتوزيع 500 محلول pcr في صنعاء ومثلها في عدن، وتعز بقيت المدينة التي تأخذ حصصها من الموت وتحرم من حصتها في الحياة، وتلك الممارسات الكاذبة ستظهر بكل غباء لمنظمة الصحة بأن تعز لا تحتاج لأي شيء كما قال الوكيل عارف جامل يوم أمس.
وهنا نطالب السلطة وكل الجهات المعنية بتوفير المحاليل المختصة بفحص فايروس كورونا PCR لمختبرات تعز المركزية، ونود الإحاطة والتوضيح للمخلافي أن أجهزة قياس درجة الحرارة ليست كفيلة بالكشف عن الإصابة بالفايروس إذا كان لا يعلم، وهذا بحسب ما قاله الأطباء الذين اعتبروا أن هذه البطولة ستسبب الكثير من الكوارث.
