صحيح أن الحرب تفرز كل وباءات المجتمع، وتظهر على السطح كل المقذيات التي تحول الناس إلى جماعات مصنّفة وملونة يميز بعضها عن بعض، ولأن الدولة في اليمن قبل سقوطها كانت هي اللون الوحيد الذي يضمن لكل جماعة طابعها ومعتقدها، وأهم عامل من عوامل الانتماء للوطن دون تمييز "يمني"، والنتيجة التي نجنيها اليوم جراء سقوطها هو الخوض في ثقافة يجب أن لا تكون.جاءت الجمهورية وأسقطت كل أدعياء التمييز العنصري، وأردت كل الثقافة العنصرية في القعر، ثم جاءت الدولة -كنظام مؤسسي- وحاولت بكل الوسائل أن تمحو تلك الفوارق واللغة العنصرية التي كان حكم الأئمة يستخدمها ويسود في الواقع من خلالها، مستغلاً الجهل بالدين والأمية في القراءة في أوساط المجتمع، وعملت -أي الدولة- على ردم كل الموبقات العنصرية من خلال إعلاء شأن الإنسان وحريته، وإعلاء مبدأ المساواة في الإنسانية مهما كانت الانتماءات. في ظل هذا السقوط للدولة الذي نعيشه، لا يجب أن يسقط المجتمع أيضاً بكل دعائم بقاء العيش المشترك، في بعض المجتمعات تسقط كيانتهم المؤسسية، لكنهم يرفضون أن تسقط روابط العيش المشترك بينهم، ولا يجب أن يتحول سقوط الدولة إلى سقوط المجتمع، لأن الكلفة على الجميع ثقيلة وساحقة.اليوم تذهب الحرب باليمنيين إلى منحى أفظع مما قد ارتكبته بحقهم، وأبشع إذا استمرت في الذهاب بهم في هذا المنحى مما قد فعلته بهم، وهذا الأمر تنتهجهُ الجماعات الدينية -الإخوان والحوثي- في سبيل حصد ثمار الحرب عبر إطالتها وتحويلها من المربع الذي هي فيه إلى مربع الصراع العنصري الذي معه يتم سحق الجميع.الخطاب العنصري الذي يطلقه البعض في وسائل الإعلام مدمر، ولا يستهدف أشخاصاً بعينهم، إنه يصب في خانة التجريم والتخوين للانتماء إلى صنف أو فئة من المجتمع، بل ويأخذ الأمور إلى ترسيخ ثقافة الكراهية والحقد، والتي بدورها ترفضه كل مبادئ الجمهورية ومن يقاتل ويقاوم في صفها من كل أطياف وفئات المجتمع دون تمييز بينهم.من يقاتل في صف الجمهورية لا يمكنه أن يفرز الناس على أساس تكوينهم الاجتماعي أو انتمائهم الديني، دعوة الجمهورية هي لأجل إلغاء الفوارق الطبقية وتجريم العنصرية، ولا يدافع عن الجمهورية إلا من كان يحمل كل هذا المبادئ في عقيدته.تتحمل جماعة "الإخوان" وجماعة "الحوثي" مسؤولية الخطاب العنصري الذي تتبناه في أدبياتها الفكرية والسياسية، وتعمل على تطعيم المجتمع بتلك الخطابات واستغلال الدين في تغليف تلك الموبقات بمسحة دينية لا يستطيع البعض ممن لا يفقهون في أمور الجماعات الإرهابية مقاومتها رغبةً ورهبة. استغلال الفرز العنصري للنيل من الخصوم السياسيين هي طريقة وقحة، تعبّر عن مدى الشيطنة التي يحملها سالكها، وتعبّر عن الدوافع التي جعلته ينطلق في هذا المضمار وفي ظل الحرب القائمة، لجرجرة الطرف الجمهوري المقاوم إلى مربع التجريف العنصري وتشكيل الحرب بصورة عنصرية انتقامية.. وهذا ما لا يمكن أن يحدث.من يقاوم ويدافع عن الناس لا يمكن له أن ينجر وراء تلك الدعوات العنصرية، أو يقحم نفسه في الأخذ والرد على تلك المقذيات، ولا يسمح لنفسه أن يدعو إليها. المقاوم في ظل الجمهورية ومبادئها هو الأمل الوحيد للناس في وقف الفرز العنصري والطائفي. يجب أن لا تسود وتتغلغل خطابات الثقافة العنصرية التي تتبناها جماعتا "الإخوان" و"الحوثي" ولا يجب التوقف عن تحصين المجتمع ضد تلك الخطابات من خلال الثقافة الجمهورية التي يجب أن تسود، وقيم التعايش والترابط التي يجب أن تتغلغل بين الناس لحمايتهم من الفرز العنصري والمناطقي والطائفي.
صحيح أن الحرب تفرز كل وباءات المجتمع، وتظهر على السطح كل المقذيات التي تحول الناس إلى جماعات مصنّفة وملونة يميز بعضها عن بعض، ولأن الدولة في اليمن قبل سقوطها كانت هي اللون الوحيد الذي يضمن لكل جماعة طابعها ومعتقدها، وأهم عامل من عوامل الانتماء للوطن دون تمييز "يمني"، والنتيجة التي نجنيها اليوم جراء سقوطها هو الخوض في ثقافة يجب أن لا تكون.
جاءت الجمهورية وأسقطت كل أدعياء التمييز العنصري، وأردت كل الثقافة العنصرية في القعر، ثم جاءت الدولة -كنظام مؤسسي- وحاولت بكل الوسائل أن تمحو تلك الفوارق واللغة العنصرية التي كان حكم الأئمة يستخدمها ويسود في الواقع من خلالها، مستغلاً الجهل بالدين والأمية في القراءة في أوساط المجتمع، وعملت -أي الدولة- على ردم كل الموبقات العنصرية من خلال إعلاء شأن الإنسان وحريته، وإعلاء مبدأ المساواة في الإنسانية مهما كانت الانتماءات.
في ظل هذا السقوط للدولة الذي نعيشه، لا يجب أن يسقط المجتمع أيضاً بكل دعائم بقاء العيش المشترك، في بعض المجتمعات تسقط كيانتهم المؤسسية، لكنهم يرفضون أن تسقط روابط العيش المشترك بينهم، ولا يجب أن يتحول سقوط الدولة إلى سقوط المجتمع، لأن الكلفة على الجميع ثقيلة وساحقة.
اليوم تذهب الحرب باليمنيين إلى منحى أفظع مما قد ارتكبته بحقهم، وأبشع إذا استمرت في الذهاب بهم في هذا المنحى مما قد فعلته بهم، وهذا الأمر تنتهجهُ الجماعات الدينية -الإخوان والحوثي- في سبيل حصد ثمار الحرب عبر إطالتها وتحويلها من المربع الذي هي فيه إلى مربع الصراع العنصري الذي معه يتم سحق الجميع.
الخطاب العنصري الذي يطلقه البعض في وسائل الإعلام مدمر، ولا يستهدف أشخاصاً بعينهم، إنه يصب في خانة التجريم والتخوين للانتماء إلى صنف أو فئة من المجتمع، بل ويأخذ الأمور إلى ترسيخ ثقافة الكراهية والحقد، والتي بدورها ترفضه كل مبادئ الجمهورية ومن يقاتل ويقاوم في صفها من كل أطياف وفئات المجتمع دون تمييز بينهم.
من يقاتل في صف الجمهورية لا يمكنه أن يفرز الناس على أساس تكوينهم الاجتماعي أو انتمائهم الديني، دعوة الجمهورية هي لأجل إلغاء الفوارق الطبقية وتجريم العنصرية، ولا يدافع عن الجمهورية إلا من كان يحمل كل هذا المبادئ في عقيدته.
تتحمل جماعة "الإخوان" وجماعة "الحوثي" مسؤولية الخطاب العنصري الذي تتبناه في أدبياتها الفكرية والسياسية، وتعمل على تطعيم المجتمع بتلك الخطابات واستغلال الدين في تغليف تلك الموبقات بمسحة دينية لا يستطيع البعض ممن لا يفقهون في أمور الجماعات الإرهابية مقاومتها رغبةً ورهبة.
استغلال الفرز العنصري للنيل من الخصوم السياسيين هي طريقة وقحة، تعبّر عن مدى الشيطنة التي يحملها سالكها، وتعبّر عن الدوافع التي جعلته ينطلق في هذا المضمار وفي ظل الحرب القائمة، لجرجرة الطرف الجمهوري المقاوم إلى مربع التجريف العنصري وتشكيل الحرب بصورة عنصرية انتقامية.. وهذا ما لا يمكن أن يحدث.
من يقاوم ويدافع عن الناس لا يمكن له أن ينجر وراء تلك الدعوات العنصرية، أو يقحم نفسه في الأخذ والرد على تلك المقذيات، ولا يسمح لنفسه أن يدعو إليها. المقاوم في ظل الجمهورية ومبادئها هو الأمل الوحيد للناس في وقف الفرز العنصري والطائفي.
يجب أن لا تسود وتتغلغل خطابات الثقافة العنصرية التي تتبناها جماعتا "الإخوان" و"الحوثي" ولا يجب التوقف عن تحصين المجتمع ضد تلك الخطابات من خلال الثقافة الجمهورية التي يجب أن تسود، وقيم التعايش والترابط التي يجب أن تتغلغل بين الناس لحمايتهم من الفرز العنصري والمناطقي والطائفي.