أنور عبدالله

أنور عبدالله

تابعنى على

يمن الفنادق في القاهرة واسطنبول

Saturday 08 February 2020 الساعة 09:41 am

بداية التسعينات كنا نجد فئة من إخواننا الصوماليين يتجمعون عند فندق برج التحرير بتعز ويقيمون فيه، وكنا نستغرب بفطرتنا البسيطة كيف لاجئين ويقيمون في هذه الفنادق التي لا نستطيع حتى التفكير بدخولها!
دارت الأيام علينا فوجدت صديقا مصريا يحدثني عن حالة الترف والبذخ لفئة من اليمنيين شاهدهم في القاهرة والفنادق الفارهة والعربيات الباهظة الثمن، وصديق آخر مر على اسطنبول في طريق تهربه نحو أوروبا وما وجده من ترف وبذخ ورفاهية لفئة من اليمنيين اللاجئين هناك جعلته يفكر يندع الصرخة كما أخبرني مازحا.
طالت أزمة الصومال كثيرا حتى صارت الصوملة مضرب المثل في تهديد المتسلطين لشعوبهم بما عليكم سوى الصبر وحين لم يخضعوا تصوملت مثنى ومثلوث.
حالة التوهان والضياع التي تعيشها اليمن تتجاوز الصومال بمراحل، وحالة الفساد والبذخ والخوار والخيبة والارتزاق التي تعيشها نخب الفنادق حقنا تفوق بمراحل ما كانت عليه النخب الصومالية الطيبة إجمالا، مما يوحي بأننا سنسيح في الأرض أربعين عاما قادمة ولن يحن علينا أو يشفقنا أحد.
لن ننسى بأن نبارك لأبناء الذوات وللذوات كمان على تفوقهم في مدارس جيهان السادات العالمية في القاهرة ومدارس الأقصى الدولية في اسطنبول، أما نحن فأبناؤنا وهم بالملايين بلا مدارس ولا مدرسين ولا كتب ولا دفاتر ولا أقلام.. ولا حياة.

*من صفحة الكاتب بالفيسبوك