ارتقى أكثر من مائة شهيد بصاروخ غادر أطلقته ميليشيا الحوثي على معسكر للجنود في مأرب أثناء تأديتهم جماعة للصلاة، فاشتعلت قلوب اليمنيين استنكاراً وحزناً، استنكر الجريمة كل الناس في الداخل والخارج، واستشاطوا غضباً.. لماذا يحدث ذلك؟ إلا هادي وعلي محسن لم تتحرك مشاعرهما بصدق ولم يحزنا، واكتفيا بتصريح تنديد مخزٍ من خلف شاشات هواتفهما، ثم عادا لطرق أبواب الأموال وتجارة الأسلحة.
ليست المرة الأولى التي تحدث فيها جريمة للجنود، ولا نرى تحركاً حقيقياً من هادي وعلي محسن باعتبارهما المسؤولين عنهم، وليست المرة الأولى التي نراهما يبيعان دماء الجنود في المزاد السياسي وبورصة الحروب، وليست المرة الأولى التي نراهما يبيعان دماء الجنود جنوباً وشمالاً لأعداء الشعب، ليست المرة الأولى التي يخذلان فيها أصدقاءهما ويخونان عهودهما ويغدران بمن يثق بهما، إنهما سلسلة قديمة من الخذلان والغدر والخيانة.
لا يوجد في العالم قائد يطعن جيشه مثلما يفعل هادي وعلي محسن، ويقدم الجنود وجبة للعدو على طبق من ذهب وبتآمر دنيئ ينم عن الحقد الذي يكنانه لكل ما هو نظامي.
مجزرة السبعين بحق جنود الأمن المركزي في بروفات لعرض عسكري، كانت ضربة وصدمة لم يتوقعها أحد، لها ملابساتها التي لا يعرفها غير الرئيس ونائبه حالياً، وعلى الرغم من هول الفاجعة، إلا أن هادي تاجر بدماء الجنود في سوق السياسة، ونفذ حزمة من القرارات التي استهدفت عشرات المسؤولين أراد أن يتخلص منهم بدماء الجنود.
مجزرة "العرضي" ماذا صنع هادي بعدها..! لا شيء استكمل خطته في تفكيك الجيش، والتخلص من أعدائه وأعداء علي محسن، إنه يستخدم سياسة "دم الضحية مكسب"، لا يهم أن يسقط عشرات الضحايا من الجنود أو المدنيين، بل يجب الاهتمام كيف يتم استغلال ذلك في ترسيخ السلطة وإزاحة المعارضين.
دماء جنود كلية الشرطه، والجنود في حضرموت وفي أبين وفي البيضاء واليوم في مأرب، كلها لم تحرك في هادي قليلاً من حس المسؤولية، وكأن الأمر يمشي حسب إرادته الطوعية والاختيارية، وإلا لماذا يصمت دائماً ولا يحرك ساكناً أمام كل تلك الجرائم..؟!
عشرات من الجنود يسقطون في جبهات بلا معارك، والسبب هادي ونائبه، تركا للحوثي شهية الانتقام من كل الجمهوريين، أوقفا معه المعارك، ليستمر بحصد الجنود في ثكناتهم ومعسكراتهم وهم ينتظرون أوامر بالدفاع عن أنفسهم من غرفة الرئيس ونائبه، باعاه السلاح والذخيرة، ومنحاه البقاء والاستمرارية عبر المفاوضات السياسية، وآخرها استوكهولم.
هادي ونائبه تركا حرية الاستهداف في أي منطقة عسكرية يرغب الحوثي بقتل جنودها الذين يستعدون لإسقاطه ودخول صنعاء والحديدة، أو أي مدينة يرغب في قصفها ببالستي ينفجر وسط الأحياء السكنية مثلما فعل في المخا وعدن ومأرب، وكأن حياة المواطنين لا تمثل شيئاً في معادلة الربح والخسارة التي يستخدمها هادي ونائبه وبقية مسؤولي الشرعية.
لا يجب أن نتعشم بالرئيس ونائبه في أن ينتقما لدماء الجنود الذين سقطوا في مأرب مؤخراً، ولا يجب أن يرتفع منسوب الأمل بتحريك جبهة نهم والتقدم نحو صنعاء، إنهما فقط يمتصان غضب الناس وحماسهم ثم يتوقف كل شيء، في انتظار مجزرة جديدة يتم التخطيط لها في الفنادق، ثم تُرسل إلى صنعاء للتنفيذ.
هادي وعلي محسن ليس لديهما الجدية في تحرير صنعاء، وإيقاف نزيف الدم الذي يراق بلا معارك، لا يجيدان صناعة الانتصارات للشعب وللضحايا، ولا يجيدان تحمل المسؤولية بشرف وكرامة، إنهما فقط يجيدان الصمت والخذلان وكتابة التعازي من غرف الفنادق، يجيدان حياكة المؤامرات التي تخذل الأصدقاء وتطعنهم في الظهر، يجيدان المتاجرة بقضايا الشعب وبدماء الجنود… لا شيء يجعلهما قادة وطنيين.