محمد عبدالرحمن
إيراني في صنعاء وتركي في تعز… الغرباء الذين أسقطوا مشروع اليمنيين
غاب عن صنعاء وجه اليمني الحقيقي الذي يحمل ألوانه المتلألئة ضمن مشروع اليمن الهوية والثقافة والتعايش، وطغت عليها وجوه الغرباء الذين دجنوا فكرة العبودية والاستسلام للأفكار التي يعتلي رأسها عمامة الدين، ونشبت في شوارعها لظى مرتزقة ملامحهم فارسية، وتريد أن تحولها إلى "مؤخرة" لكل من يريد اغتصاب إيران وضربها عسكرياً في المرحلة المقبلة.
إيران جعلت من صنعاء طوقاً لها تحتمي به، وتستخدمها في تنفيذ سياساتها مع الدول الكبرى وفي مصالحها ومشاريعها التوسعية، ووضعتها منطقة لتصفية حساباتها بعيداً عن طهران، إنها تهتم بتهيئتها لتنفيذ حربٍ ليست حربَ اليمنيين، كما فعلت في العراق وسوريا، وتعمل على جر الناس عبر الحوثي إلى محارق أكثر لظاً مما قد صنعته بنا إلى اليوم.
تمتلك إيران عملاء ومرتزقة في العراق ولبنان وسوريا، ولكنها تمتلك في اليمن جماعة الحوثي أرخص العملاء وأدناهم، وفي المقابل الأكثر اندفاعاً وطاعة لتنفيذ وتلبية نداءات الحرس الثوري الإيراني وقياداته التي تتجول في صنعاء وصعدة والحديدة.
يبيع الحوثي اليمن لإيران، ويقدم جماجم اليمنيين إرضاءً لمشروعها وتنفيذاً له، ويعطي صنعاء لوناً لا تعرفه ورايات لا تحبذها ولا تخدمها، يتحكم بقرارها خبراء فيلق القدس، ويذهب بها نحو المزيد من الجوع والمجاعة والإرهاب المجتمعي.
جماعة الحوثي دائماً ما تتهم المقاومين لمشروعها الإيراني بأنهم مرتزقة وتصبغ وصفها دينياً بالمنافقين، لكن الحقيقة أنها جماعة طائفية تمتهن الارتزاق وظيفة ومعتقداً لخدمة مصالح دولة تعادي اليمنيين ومشروعهم الوطني، تتهم المقاومين بالتفريط بالسيادة، والحقيقة أنها تبرعت بسيادة اليمن لإيران وحزب الله في لبنان، وتبرعت بكرامة اليمنيين للمنظمات الدولية.
الإخوان الجماعة التي لا تختلف عن الحوثي في تقديم اليمن للغرباء، إنها تريد أن يتواجد الجيش التركي على الأرض ويقدم الخدمات في المعارك، تخرج جماعة الإخوان في كل حين بدعوة تركيا للتدخل بشكل مباشر وعلني كما تفعل إيران، إنها لا تكتفي بتنفيذ المشروع والخطط نيابة عنها.
يريد الإخوان أن تتحول تعز إلى إمارة تركية كما حول الحوثي صنعاء ولاية إيرانية، ويرفعون صور اردوغان في شبوة والمخا كما رفع الحوثي صورة خامنئي في صعدة والحديدة، وترتفع الرايات التركية في كل المعارك التي تخوضها الجماعة ضد الجنوب وتعز والمخا كما ترتفع الرايات الإيرانية في كل المعارك التي تخوضها جماعة الحوثي ضد الشمال والجنوب وتعز والمخا.
جماعة الإخوان تريد أن تحول تعز والجنوب إلى منديل بيد تركيا كما فعلت جماعة الحوثي بتحويل الشمال بيد إيران، اليوم تعيش صنعاء وتعز بوجوه الارتزاق الفارسية والتركية، التي غيبت وجوه اليمنيين، وتريد أن لا يكون هناك مشروع يمني جمهوري يعيد لليمنيين هويتهم وثقافتهم وبلادهم.