تمارس جماعة الإخوان المسلمين في اليمن أساليبها الماكرة والمخادعة لتنال عبرها المصالح التي تخدم مشروعها وأفكارها، وتستوطن بها أدغال المجتمع، لترضخهم لأفكارها وتجند شبابها، كما هي ديدن كل الجماعات المتطرفة وخاصة تلك نَظِريتها في اليمن جماعة الحوثي.
منذ 2011 وجماعة الإخوان ما زالت تمارس أسلوبها وتنصب الشراك لفرائسها حتى وإن كان المجتمع، حيث طغت أثناء الاعتصامات في الساحات على هتافات المعتصمين وتحويل أهدافهم واختزالها في كنف حزب الإصلاح، واستمرت هذه الجماعة تقود الشباب في المظاهرات وتستخدم دماءهم للمزايدة السياسية للوصول إلى السلطة.
قام الإخوان بسرقة أحلام الشباب في الساحات، ووعدوهم بالخلافة التي تعيدها لهم بشكل أجمل، وأن دماءهم مصونة لن يخذلها أحد، لكن الأمر ذهب في اتجاه أشد جوراً وقساوة، بقيت الشوراع والساحات، ووجد الشباب أنفسهم بلا مأوى ولا أحلام ولا الإخوان بجوارهم، فقد ظهروا فجأة في شوارع أنقرة يهتفون بحياة أردوغان… أليست هذه خديعة كسرت ظهر الشباب.
تسلموا السلطة من الرئيس الصالح، فمكروا بالمؤتمريين وأقصوهم من الوظائف والمناصب بلا وجه حق، فقط حقداً في حزب المؤتمر ورئيسه، خدعوا صالح وحاولوا قتله مراراً، ومكروا بالشعب وجرعوه ويلات الأزمات وألصقوا أسبابها إلى صالح وحزبه، كادوا الخدائع والدسائس ومكروا مكراً كباراً، ولم يتركوا صالح إلا جثة عن طريق الحوثيين نظرائهم في الخديعة والمكر.
خدعوا الشعب عندما قالو له إنهم يقاتلون الحوثي، وانتظر الشعب كثيراً ليرى شيئاً يثبت صدقهم، لقد تركوا الجبهات بلا قتال وذهبوا للمتاجرة مرة أخرى بدماء الشعب ونزيفه وجوعه وأنينه، ويستثمرون الأموال في تركيا وأوروبا ويهتفون بحياة أردوغان مع حياة تميم هذه المرة.
لا يزالون مستمرين بخديعة الناس وبإصرار مبتذل، يا ترى كيف يقاتلون الحوثي من مقاهي تركيا وفنادق الرياض؟! لقد صنعوا مرارة للعيش وفقداناً للأمل بنهاية لهذه الحرب تنهي المعاناة وتعود الدولة وينتهي الانقلاب، لقد خدعوا الشعب ودعموا الانقلاب واستمرار بطش الحوثي.
خدعوا التحالف العربي ومكروا به، وأخذوا الأموال والأسلحة والذخائر، ومنحوها للحوثي، بثمن أو بغير ثمن، وتركوا المملكة العربية السعودية تغوص في الرمال وحيدة، وتقع في شباك الخديعة والمكر الإخواني التي تحتضنهم في فنادقها.
خدعوا الإمارات التي فتحت أبوابها لهم واستقبلتهم في قصورها إخوة العرب، وقدمت أبناءها ودماءهم التي أروت صحراء مأرب دفاعاً عنهم وعن كل يمني، وقدمت المال والسلاح، لكنهم امتهنوا الخدائع والمكر، وتنكروا للجميل الذي صنعته لهم وما قدمته، فهاجموها وارتفعت أصواتهم بالنباح خدمة لحياة أردوغان وتميم.
خدعوا أبناء تهامة وأوقفوا القوات المشتركة عبر الأمم المتحدة ومنعوها من التقدم لتحرير الحديدة وإنقاذ الناس، وباعوها بثمن بخس مناصفة بين الحوثيين نظرائهم في الخديعة وبين غريفيث سمسار بريطانيا.
خدعوا أبناء الجنوب ومكروا بهم ونهبوا ثرواتهم وأموالهم وبلادهم، وأثاروا الفوضى في عدن ويثيرونها الآن في شبوة، ينتقمون من الجنوب لأنه رفضهم واكتشف خداعهم ومكرهم، ولم تنطل عليه تلك الوسائل المخادعة مرة أخرى.
الإخوان والحوثي جماعتان مارستا أكبر وأبشع خديعة سياسية ودينية ضد المجتمع اليمني، ومارستا الإرهاب الذي زعزع الدولة وأسقطها ابتداءً من الساحات في 2011 حتى هذه اللحظة، خديعة موجعة لم تثمر إلا ضياع البلاد، وظهور الإخوان في مقاهي تركيا ينعمون بالأموال والاستثمارات، وبالحوثي يغتصب صنعاء وما جاورها من المحافظات بالسلاح والأفكار الظلامية.