محمد عبدالرحمن
كي لا يشعر "غريفيث" بالحرج وهو يأكل "بنت الحديدة" مع الحوثي
ما هو الغريب في اتفاقية استوكهولوم؟ لا شيء فيها، فقط قليل من الاختلاف عن بقية الاتفاقيات التي تبرم بين طرفين أو أكثر، هذا الجوهر في الاختلاف ربما يؤسس لحالة جديدة ونسخة حديثة من الاتفاقيات وهي أن يلتزم أحد الأطراف ببنودها، بينما لا يلتزم الطرف الآخر.
تواصل جماعة الحوثي زحوفاتها المستمرة في الحديدة، وتستهدف بالصواريخ والقذائف منازل المدنيين، ومستمرة في تلغيم الشجر والحجر، البر والبحر، هذا الاستمرار برعاية أممية أو ما نسميه "بالدعممة الأممية"، في مقابل ذلك تكتفي القوات المشتركة بكسر الزحوف وصد الهجمات، وكأننا نخوض لعبة "أرجم وأنا أصد".
الأمم المتحدة عبر اتفاقية استوكهولم منحت جماعة الحوثي غطاءً تستمر من خلاله في تنفيذ الهجمات والقصف بالقذائف وتلغيم كل شيء، في نفس الوقت قيدت وكبلت القوات المشتركه، ومنحتها حق الصد بصمت وبدون حركة أو تقدم.
لا شيء يمكن وصفه بأن هناك اتفافية حقيقية، إنها حيلة ذكية لترك جماعة إرهابية كالحوثي تستمر في وظيفتها الموكلة لها، بتسليم الحديدة لأصحاب الخوذ الزرقاء، ومن هذا الباب تستمر الحرب، وتستمر المعاناة الإنسانية التي لا تعني للأمم المتحدة شيئاً إلا أنها مصدر دخل ضخم جداً عجزت عن الحصول عليه في دولة أخرى.
جماعة الحوثي تعيق أداء المراقبين الأمميين، بل وتطلق عليهم الرصاص، وتمنعهم من التنقلات، وتفرض رقابة صارمة على كل التحركات، ولا تستجيب لتنفيذ أي جزئية بسيطة من أي اتفاق، كل هذا في ظل استمرار القصف والزحوف والتحشيد العسكري، ولم نجد إدانة واضحة وصريحة من الأمم المتحدة تدين ذلك، ربما كي لا يشعر غريفيث بالحرج وهو يأكل "بنت الحديدة" مع عبدالملك الحوثي.
في الحديدة والضالع تستمر معارك كسر الزحوف الإرهابية الحوثية في ظل زخم الصمت في الجبهات الأخرى، في الأولى تقف القوات المشتركة بالرد الصاخب على تلك الهجمات وكسرها، وفي الثانية تستبسل القوات الجنوبية وتصنع معجزة الصمود الذاتي في وديان وجبال لأول مرة تخوض فيها معارك.
كم من الوقت ستبقى القوات المشتركة تقوم بوظيفة صد الزحوف والهجمات، ومكبلة باستوكهولم الذي أُرغمت على الانصياع لبنوده المجحفة ليس بحقها فقط، بل وايضاً بحق المجتمع ككل في تهامة وصنعاء، لأن تحرير الحديدة يعني بداية نهاية الإرهاب الحوثي وعودة الحياة لبقية المدن والقرى؟!
الحوثي هو المجنون الذي تدعمه جماعة الإخوان بالسلاح، لتقوم الأمم المتحدة بعلاج المصابين وتقديم الأكفان للقتلى، وكلما أراد المجتمع تقييد المجنون، تدخل غريفيث ويؤكد أنه مجنون طيب، سيهديه الله ويعقل، ويؤكد أن لا أحد يقلق حيث إن الأمم المتحدة مستمرة في تقديم لقاحات الانفلونزا والأكفان مجاناً.