د. حمود العودي

د. حمود العودي

تابعنى على

تعز بين مسيرتي الحياة والموت

Wednesday 25 December 2019 الساعة 09:20 pm

في مثل هذا اليوم وصلتنا تعز بمسيرة الحياة فردوا عليها بمسيرة الموت.

إذا علمت بأن تعز قد كانت هي أول عاصمة للنظام الإسلامي بإمارة الصحابي الجليل معاذ بن جبل وأنها قد كانت العاصمة الاولى للعالم الإسلامي في الدولة الرسولية لأكثر من مائتين سنة، وأنها لم تزل هي حاضنة ورافعة قوام الثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة، وأن أبناءها هم عن يقين القاسم المشترك للوحدة الوطنية أين ما ذهبت من ربوع الوطن كبذور وثمار من خير العمل والإنتاج وصنع وبناء الحياة بتواضع وصبر غير محدود مقدمين لحياتنا اليومية أجمل ما فيها من وجبات الشيباني ومرق الدبعي وحلويات القباطي وجبن الشنيني وخدمات ورش النجاشي وبقالات الحمادي ومجوهرات الذبحاني... الخ.

ومنها جاء النعمان والحكيمي وفتاح وعبود ومدرم وعبدالرقيب وحتى الفضول وأيوب، ومنها تعلمنا حب الوطن والوطنية.

وهل تعلم أن اليوم هو الذكرى السنوية التاسعة لمسيرة الحياة التاريخية التي انطلقت بها تعز في 18/12/2011م ووصلت إلى صنعاء مشياً على الأقدام يوم 25/12/2011م، ومن ورائها ومعها عشرات الآلاف من أبناء إب وذمار وغيرهما بحثاً عن السلام ورفضاً للحرب؟

فماذا يمكنك أن تتصور عطاء الآخرين لها ولأهلها مقابل ذلك.. لا شيء أكثر من أن اماما قديما قد قال لمن توسلوا إليه برفع المظالم عن أهلها أو تخفيفها على الأقل وبفتوى من "رب الشيطان" "إن الله لن يعاقبنا على ما نأخذه منهم بل على ما نتركه لهم لأنهم كفار تأويل". وقال إمام حديث عنهم بصفة عامة وأهل قدس خاصة إنهم "درّس نجس آخر سورة من عبس". وقال عنهم زعيم الجمهورية "مافيش مرة تشخ من طاقة"، أما الفاتحون الجدد فقال أحدهم بسخرية "أما تعز فيكفيهم شرطي بعصا حتى يصرخوا ويدفعوا الجزية وهم صاغرون كمنافقين"!!

فهل آن الأوان لصعدة وصنعاء وحتى عدن أن يعرفوا من هم ومن هي تعز؟ وأنها هي من أتى إليهم بمسيرة الحب والحياة والسلام فردوا عليها بمسيرة الحرب والخراب والدمار والحصار والكراهية؟؟

وهل آن للقلة من ضعاف النفوس من أبناء تعز نفسها أن يكفوا عن التقيؤ على أشلاء أمهم تعز، والطعن في كبريائها وتاريخ وطنيتها الذي هو كبرياؤهم ووطنيتهم التي يبيعونها برخص في سوق النخاسة القدماء والجدد؟

وأن نلتقي جميعاً على خير وحب أمنا الكبرى اليمن متساوين في الحقوق والواجبات كما خلقنا الله وعلمنا نبيه وكتابه ودينه الحق لا دواعش ونواصب أو روافض، ولا زنابيل أو قناديل ولا ما يعف اللسان عن ذكره، لتستعيد ما تبقى من أرض وكرامة الوطن من بين أنياب "الأخوة الأعداء" ونقول لهم معا بكلمة حق "إن خيركم في خيرنا وشركم في شرنا وليس العكس كما تتوهمون"؟؟

أجيبوا يا كل القتلة بغير حق ويا كل المقتول بلا مبرر، ويا كل الضحايا بلا ذنب، ويا كل المتفرجين بلا مسئولية أو ضمير، فما عاد من إمكانية لمنتصر أو مهزوم ولا ناج أو معصوم، لأن القاتل والمقتول في النار والساكت على الظلم شيطان أخرس.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك