بدمه صبغ تعز بالحرية والجندية، بالنظامية والفدائية، جندي خلقته المعارك وصقلته بالشجاعة وعدم الخضوع إلا لله والوطن، رفض ملشنة الجيش وتفكيك هياكله، دافع عن بلاده وحقوق جنوده، خاض الصعاب من أجل أن لا تكون تعز رخيصة لجماعات الإرهاب والتطرف، ودفع دمه في سبيل كل المبادئ السامية.
أي ملحمة صنعها من ينصبون العدى للحمادي خاضوها في سبيل تعز، لا يوجد في هذه المحافظة العتيقة والمرصعة بكواكب الأبطال والشهداء والتنويريين غير جماعات الإرهاب والتطرف ممثلة بالإخوان والحوثي ينصبون لها العداوة والخوف والرعب وترهل مؤسسات الدولة، وصناعة الموت للمدنيين، وسلب الحياة عبر الميليشيات التي تطوق الحارات والمتاجر والأسواق.
في تعز عبثت ميليشيات الإخوان من جهة وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، وتقاسمت هاتان الجماعتان فوائد النهب والسلب، واتفقتا على تفكيك كل ما له صلة بالجيش والوحدات النظامية واغتيال القادة الأبطال الوطنيين الذين لا يخضعون لفكرهم وتوجههم.
اللواء 35 جيش نظامي صنع الانتصارات، وقدم الشهداء من منتسبيه، ودافع عن كل المناطق التي تحت سيطرته، فاعتلى ميليشيا الإخوان جنون النهب، وحاولوا في كل مرة استهداف اللواء وتمزيق وحدته ونهب معسكراته، وكل مرة يفشل مخطط الإرهاب ويبقى اللواء بصموده وقوته وشجاعته التي تلبس كل أفراده وقائده عدنان الحمادي.
في تعز لا يوجد غير اللواء 35 والمقاومة بقيادة أبو العباس من يدافعون عن تعز ومن يخوضون صراعا شرسا في جهتين: جهة الصراع الأول مع ميليشا الحوثي. وجهة الصراع الثاني مع ميليشا الإخوان التي تساند وتعاضد الحوثي في كل المستويات.
ولأن الحمادي والقوات التابعة لقيادته شوكة في حلق ميليشيا الإرهاب والتطرف، وبعد محاولات عدة سابقة لاغتياله والتي تبوء بالفشل، نجحت جماعات الإرهاب مؤخراً في اغتياله، والتخلص منه، في سبيل أن يهتز أفراد اللواء وتؤول قيادته إلى جماعة الإخوان، وهذا محال أن يكون.
اليوم سيصبح الحمادي عنوان الثورة القادمة في تعز، الثورة التي لن تقف عند جماعة معينة، بل ستجرف كل جماعات الإرهاب والتطرف، ولن تبقى تعز مسرحاً لعمليات الإرهاب والسلب والنهب، ولن تكون معابر الموت عائقاً في تنقلات المواطنين، الثورة الحمادية أُسقيت بدم العقيد عدنان الحمادي، وتوجت بتضحيات وصبر أبناء تعز، ولن تتوقف إلا بتحقيق كل أهدافها.
مهما تحاول لجان الرئيس هادي من طبطبة الأوجاع بالتحقيقات الجوفاء والمسبق معرفة نتائجها، إلا أن الثورة لا بد لها أن تنهض وتقطع كل أوصال الجماعات الإرهابية، وما تلك اللجان إلا ذر الرماد على العيون ولطمس هوية المجرم الحقيقي ليس الذي قتل الشهيد الحمادي بل وأيضاً من ينتهك الحرمات في تعز وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الإخوان والحوثي.
تعز الثورة والتنوير والتحرير والاستبسال، تعز الثقافة والانتصار، لن تكون مطية لجرائم الإرهاب والصبر على الأذى المتكرر، ستنهض من بين الركام وقد سُقيت بدم الشهيد الحمادي، الذي انتصر في حياته لتعز، وسينتصر بمماته لها، وفاءً منه وتضحية وحباً لا يقارن.