فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

ليس جحا العربي

Thursday 26 September 2019 الساعة 10:09 am

 

واحد يتبنى مشروع أقلمة اليمن، ويجهد لفرضه فرضاً وهو لا يزال مجرد مشروع لا يدعمه دستور ولا تنظمه قوانين.. وعملياً قد قسم البلاد إلى ستة أشطار وهي في أتعس حالات الضعف والفوضى، بينما من يصفهم بأصحاب التمرد المسلح لا يذهبون إلى أبعد من استعادة وضع الشطرين، ومع ذلك لا يقولون هذا هو الوقت المناسب للاستعادة.. واحد خاضع خانع لجماعة تنعش المشاعر العصبوية، وتحيي ما مات من الصراعات الدينية، وتضرب الهوية الوطنية الجمعية في العمق، لحساب الهويات الجهوية، ثم يحدث الشعب العظيم بمناسبة الذكرى السنوية لثورة سبتمبر عن الوئام وأواصر التضامن والاتحاد والتعايش والمساواة ودولة المواطنة..
وبمناسبة الذكرى السنوية لسبتمبر وأكتوبر ونوفمبر يعيد التذكير بنصر أحدثه في شبوة جيشه الوطني، ويا فرح يا سلا، بحديث الجرح في هذه المناسبة السبتمبرية.. يذكرك أن جيشه الوطني -والذي تقول الحكومة السعودية إنه لا بد من النظر في حاله وضرورة هيكلته- انطلق من دولة مأرب الإخوانية ليسيطر على شبوة بالكامل خلال ساعات، بينما نصف مأرب ما تزال تحت سلطان الحوثيين منذ خمس سنوات.. ويسألك سائل: لماذا تكثر الإصابة بالبواسير بين المؤملين في الشرعية خيراً؟

واحد عطَّل العمل بدستور الدولة، وكل يوم يؤكد أن المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي هي مرجعيته، وإنها قد حلت محل دستور الجمهورية اليمنية.. بدليل أن أي قرار يصدره -حتى آخر قرارين صدرا قبل خميسين- يسبقه بديباجته المعروفة: وبناءً على المبادرة الخليجية قرر.. ويقول لك: الدولة، مؤسسات الدولة، المؤسسات الدستورية، المشروعية الدستورية.. ويأتي قفل يسألك: لماذا تكثر الإصابة بالبواسير بين المؤملين في الشرعية خيراً؟

قد يخمن أحد القراء أننا نعني بهذا الواحد جحا العربي نظراً لما في أقواله من الدعابة وفقد الكياسة.. لا ليس جحا العربي، فهذا مات قبل ألف سنة ويزيد..

واحد شرعي يجتمع في بداية شهر يوليو 2018 في العاصمة السعودية الرياض برئيسي جهازي الأمن السياسي والقومي خاصته، ليحدثهما عن مشروع دمج الجهازين في جهاز واحد.. وقد شرح الدواعي الأمنية والوقائية، وكذلك المبررات، وأكد، وبيَّن، وأشار إلى ضرورة وأهمية.. وبعد سنة يصدر الانقلابي غير الشرعي المتحوث في صنعاء قرارين: الأول، بدمج الجهازين في جهاز واحد وسماه جهاز الأمن والمخابرات. والثاني، تعيين خيواني وشامي رئيساً ونائباً.. لقد أنجز المهمة، كأنّه رأى أن الشرعي ورجليه ليسوا متعجلين، وكيف ما كان الأمر لا يستطيع الشرعي المتمهل تقديم دعوى قضائية ضد انقلابي تعجل ونفذ في لحظة فكرة عبقرية عمرها عام ويزيد.. ويسألك سائل: تعتقد لماذا تكثر الإصابة بالبواسير بين المؤملين في الشرعية خيراً؟