سابقاً أعلنت المملكة العربية السعودية قوائم الجماعات الإرهابية في العالم، وكانت جماعة الإخوان المسلمين في رأس تلك القوائم، لما تمارسه هذه الجماعة من أعمال إرهابية خطيرة على المستوى الإقليمي والدولي.
تحتضن السعودية حزب الإصلاح -جماعة الإخوان المسلمين في اليمن- هذه الجماعة التي اختطفت الشرعية اليمنية واستخدمتها لأغراض إرهابية وأنشطة تخريبية تهدف إلى إطالة أمد الحرب في اليمن ومساعدة جماعة الإرهاب الحوثية -الذراع الإيرانية في اليمن- وهدم المجتمع وقيمه وتحويله إلى مستنقع إيراني يخدم الملالي في طهران ويزرع الفتنة في المنطقة.
ما زالت السعودية تحتضن في بيتها الدافئ أعضاء التنظيم الإرهابي الذي يمارس الإرهاب علناً وبصورة استفزازية وبتمويل من التحالف العربي بعد أن تم خداعه باسم استعادة الدولة اليمنية، وركب التنظيم الإرهابي عربة التحالف وحمل بندقيته وذخيرته، واستخدم إمكانياته المهولة في حرب لم نر منها شيئاً من الانتصارات، ورأينا كثيراً من المعارك الوهمية والاستثمارات.
يلعب الإخوان لعبتهم بسذاجة، وينعقون بصوت الحقد الدفين الذي يوارون كثيرا من الدماء والخراب والتدمير، في نفس الوقت نجد السعودية إما أنها في حالة تغاضٍ عن الإرهاب الإخواني لمآرب أخرى، أو أنها لا تعي حقيقة الخطر الذي احتضنته في بيتها وأكرمته وبذلت له طائل الأموال والأسلحة ثم الآن خدعها وتنكر لها ولن تستفيق إلا عندما يلدغها وينتشر السم.
أحداث عدن الأخيرة لن تمر على السعودية دون أن تكتشف جوهر الشرعية التي تحتضنها، وتكتشف عمق الإرهاب الذي يجلس على طاولة الشرعية وخلفه صورة الملك سلمان وولي عهده، الإرهاب الذي ربما قد اكتشفته المملكة في بيتها لن يطول النظر في صورة الملك ولن يطول بقاؤه على كرسي جوار الرئيس هادي، ولن يلف عنق الرئيس ويستخدمه مطية لتحقيق أهداف التنظيم الإخواني الإرهابي مرة أخرى.
تحررت عدن من ربقة الإخوان، فعادوا لها بالتفجيرات والاغتيالات والانتحاريين من جماعة الزنداني، والسبب الذي لا يقبله منطق أن الإمارات تدعم الجنوب، وكأن دعم الجنوب خطيئة، وكأن الإمارات لا يجب أن تقوم بواجبها الأخلاقي في حماية المدنيين ودعمهم كما هي ايضاً السعودية تقوم بذلك.
هناك مبرر وحيد لحالة الهستيريا الإخوانية الإرهابية تجاه الجنوب والإمارات، هو أن الإمارات تتعامل بشكل واضح ضد كل التنظيمات الإرهابية والتي تشكل خطراً على الأمن القومي للمنطقة، ولأنها أيضاً أدركت خطراً بالأمة منذ وقت مبكر عندما حاول الإخوان ابتلاع مصر وهدمها واستيلاء الإرهاب الإخواني على السلطة، فوقفت في صف مصر وشعبها وتجاوزت مصر محنة الإرهاب
بعض الكراسي التي بجوار الرئيس هي التي تحركه وتدفعه إلى الهاوية بالشرعية كمنظومة تحمي اليمنيين وبشخصه كرئيس لا يجب أن يكون مظلة للإرهاب الإخواني، والجميع -أي الرئيس وتلك الكراسي من حوله- محتمون بالبيت السعودي الذي يظهر حتى اليوم أنه مخدوع بها.
إذا كانت السعودية قد تم خداعها سابقاً من قبل الإخوان نتيجة عدم وجود أطراف أخرى في الميدان، فهي اليوم معنية بقطع التعامل معهم بعد انكشاف وجههم القبيح وإرهابهم المريع، وأن تمد يدها أكثر إلى تلك الأطراف التي ولدت، نتيجة العجز والفشل الإخواني، ولها القدرة على تحقيق أهداف استعادة الدولة والشرعية وعودة صنعاء وتحقيق الأمن بكل مستوياته.