محمد عبدالرحمن
محاولة إذكاء الفتنة المناطقية في الجنوب شيطنة إخوانية
عادت الحياة الطبيعية إلى شوارع عدن بعد سيطرة المجلس الانتقالي وإحكام قبضته الأمنية عليها، وبدأ الناس يمارسون حياتهم وعيدهم بشكل طبيعي.
ما هو غير طبيعي هو السعار الإخواني والجنون الذي ركبهم بعد فشلهم بالحفاظ على عدن آمنة، وهزيمتهم بعد أن استعادت عدن أمنها وكما هو ديدنهم بعد كل مرحلة يفشلون فيها يبدَؤون بالانتقام وإشعال الفتن والترويج لمرحلة من الانتقامات المناطقية التي يُعتقد أنهم يهيئون أنفسهم ويعدّون لها ويستعدون لإشعالها.
المُشاهد لقناة الجزيرة خلال اليومين الماضيين سيعتقد أن الجنوبيين استعادوا الدوحة وليس عدن، كل نشرات الأخبار فيها تتناول ما حدث في عدن وكل التحليلات تفسر ما حدث في عدن وكل المحللين الذين يقطنون أنقرة والدوحة ينطقون بما تريده الجزيرة، وما تريده الجزيرة هو المنطق الإخواني الذي يقول: أن الجنوب يجب أن يدخل في حرب مناطقية بعد أن خسرناه.
سنتفهم موقف الإخوان من مهاجمة الإمارات والسعودية وذلك لاعتبارات قطرية وما تُدره الدوحة في جيوبهم من أموال في سبيل زعزعة أمن المنطقة وإسقاط أنظمة الحكم والمجتمعات لصالح الفوضى والحروب والخراب والدمار، لكن أن تصل بهم الأحقاد السياسية والاجتماعية إلى ترويج الفتنة في الجنوب وإذكاء النزعة المناطقية وتسخير كل إعلامهم في سبيل ذلك، فذلك يعتبر سقوط يُضاف إلى سقوطهم الأخلاقي والسياسي وكأنهم يحتمون بمقولة: من هو في القاع لا يخشى السقوط.
سعرت الجزيرة من خطابها الذي يدعوا إلى فتنة مناطقية في الجنوب وبدأت تستقطب الأشخاص على منبرها للتحدث في ذلك، وتعزز بتقارير إعلامية ومراسلين ومحللين واستقطاع الوقت على حساب برامجها ونشراتها الإخبارية وهي طريقتها المعهودة منذ 2011م لم تتغير في صنع الخراب والدمار وخلق موجة من الصراعات والدعوة الى النزاعات بكل الوسائل وبما يحقق الهدف الإخواني على مستوى التنظيم المحلي والإقليمي.
الجنوب خسره الإخوان وأُسقطت مرحلة صعبة خاضتها عدن بكل مراراتها وانفلاتها الأمني، وبدأت مرحلة جديدة وملامح جديده في صياغة المستقبل على مستوى اليمن ككل، ولن تكتمل صورة المستقبل إلا بتحرير صنعاء وإسقاط مرحلة الحوثي الذي حمل معه كل هذا الخراب والدمار إلى صنعاء ثم بتوزيعه إلى تعز وعدن وكل مناطق اليمن.
وبسبب الخسارة التي مُني بها الإخوان أصبح لديهم البوق الذي ينفخ الفتنة، وفي اعتقادي أن الأمر لن ينجح معهم ولن تتحقق أمنيتهم في زرع الفتنة جنوباً، فجملة الإنكشافات والفضائح التي لبستهم أصبح الناس يعرفون خفاياهم ونواياهم ولن يتم الانجرار وراء تلك الدعوات الفتنوية.
ما حدث في عام 86 لن يستطيع الإخوان تكراره اليوم في الجنوب ولن يتاح لهم ذلك، قيادة المجلس الانتقالي تعي خطورة الإنفراد بالحكم والسيطرة بصورة مناطقية ولذلك هي تستوعب كل المناطق الجنوبية في تشكيلاتها العسكرية وهذا يفوت الفرصة على قناة الجزيرة والإخوان وعودتهم بانتكاسة جديده.