فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

يحرِّك الإصلاح أدواته في الجنوب

Sunday 04 August 2019 الساعة 03:18 pm

أقام حزب الإصلاح مهرجاناً في ساحة عامة بولاية تعز للاحتفال بالنجاح الذي حققه إرهابيو تنظيمي داعش والحوثي في عدن.. الإرهابيون قتلوا يوم الخميس الماضي نحو خمسين من منتسبي الحزام الأمني وشرطة الشيخ عثمان في الهجومين المتزامنين المعروفين، فأمسى عناصر حزب الإصلاح يجهزون لمهرجان خطابي ديني تحت لافتة صلاة الجمعة الثورية التعزية.. ضحايا الهجومين الإرهابيين لم يشيعوا في عدن بعد، فشيع الإصلاح توابيت رمزية لهم كتبوا عليها (الخارجين عن القانون)، تشفياً وغمزاً ولمزاً بالضحايا، بجريرة أنهم عملاء لدولة الإمارات، وزعموا أن منير اليافعي (أبو اليمامة) كان سبباً في مقتل شمالي من إب قبل نحو عام.

لقد استأثر الإصلاحيون في تعز بالخسة والنذالة، ولم يبقوا منهما شيئاً كثيراً لإخوانهم في الولايات الإصلاحية الأخرى يكفيهم لهذه اللحظة المجنونة!

يقيم الإصلاحيون مهرجاناً في تعز يوم الجمعة للتشفي بموت منير اليافعي و49 من رجال الأمن في عدن، بينما كان إرهابيو تنظيم القاعدة يهجمون في الوقت نفسه على معسكر لقوات الحزام الأمني في المحفد ليقتلوا 19 جندياً.. على أن قدرة الإرهابيين على تنفيذ هجماتهم من جديد في هذا الوقت، ليس منفصلاً عن رغبة حزب الإصلاح في إظهار قدرته على تحريك أدواته حينما يريد داخل الجنوب، رداً على الخسائر الشعبية المتتالية التي تلحق به من سقطرى إلى عدن إلى حضرموت إلى أبين..

ويلوم الإصلاحيون الرئيس هادي، لأنه أرسل برقية عزاء لأسر الجنوبيين الذين ارتفعوا شهداء جراء الهجومين الإرهابيين، الداعشي والحوثي، تضمنت إشادة بمناقب رجل أمن مجرب مثل منير اليافعي.. يقولون إن الرئيس هادي قد اتهم اليافعي بحادث أغسطس 2018 في كلية الطيران بالبريقة، وأنه أحاله للتحقيق في ذلك الحين، فما له في أغسطس 2019 يمتدح هذا اليافعي نفسه؟

لقد استعاد الإصلاحيون مظهر التوحش الآدمي من عصور التاريخ القديمة، فاستكثروا على رجل ميت أن تحصل أسرته على كلمة طيبة من رئيس جمهورية.. يا إلهي، ما هذا؟

يقيم الإصلاحيون مجالس النياحة على التعزيين الذين تعرضوا لمضايقات في عدن بعد الهجومين الإرهابيين.. وتراهم يبذلون أقصى طاقاتهم للاستفادة من الجرائم الإرهابية وتوظيف تداعياتها لخدمة مصالح حزبهم.. حتى أنهم توهموا أن للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي عشرة ألف مقاتل داخل معسكر بير أحمد في ضواحي عدن، بينما هو قد صار منذ نحو عام قطعة أرض وسط صحراء تصفر فيها الرياح.

يكذبون على الجنوبيين كذباً مكشوفاً، يقولون لهم إن لطارق عفاش عشرة ألف جندي شمالي في عدن، فما لكم لا تحملون أسلحتكم لقتلهم أو طردهم من عدن، بدلاً من طرد المساكين الشماليين.. لكن حسبنا أننا نرى الكذابين المخادعين يقيمون في الوقت نفسه أقوى مظاهر كراهية يمكن أن تستفز بلداء جنوبيين لدفعهم إلى مزيد من التضييق على الشماليين في الجنوب.