أرسل الحوثي قبل ثلاث سنوات أتباعه، فليته والعجري، من منطقة صعدة إلى سلطنة عمان للقيام بمهام الترويج في الخارج واستقبال الوفود الأجنبية وخاصة الوفد الأمريكي بين الحين والآخر، يرفع شعار الموت لأمريكا في صعدة، ويستقبل أمريكا في السلطنة، الموت لها في الداخل عبر قتل اليمنيين، والحياة لها والمجد في الخارج عند اللقاءات الثنائية التي تحدث بين الطرفين.
يعتبر وفد الحوثي في السلطنة هو المراسل والأداة الوسيطة بين عبدالملك والعالم الآخر، وما يثير الانتباه هو التوليفة المكونة لهذا الوفد والمنطقة والولاء الذي ينتمي إليه.
محمد فليته والعجري من أبناء منطقة صعدة، يحملان الولاء والقسم لعبدالملك ومن خلفه لإيران وربما أيضا إسرائيل، ويضم إلى جانبهما المدير التنفيذي لقناة المسيرة التابعة لهم، وهو أيضا هاشمي سلالي يؤمن بفكرة الولاية وأحقيتهم بالحكم والسلطة ورقاب الناس.
اللقاءات والمؤتمرات التي يحضرها وفد الحوثي نجد أنه يقدم نفسه على أساس الوفد الوطني، وأنه يمثل كل التيارات السياسية المتواجدة تحت قبضتهم الأمنية، يخادعون المجتمع الغربي أنهم مكلفون رسمياً من كل التيارات الأخرى، ويكذبون بشهاداتهم عندما يتحدثون أنهم من يحملون الصفة الرسمية أمام المجتمع الدولي.
أي وفد وطني وهم ينتمون لمنطقة واحدة وهي صعدة مسقط رؤوسهم ورأس سيدهم عبدالملك، وأي وفد وطني وهم ينتمون لفكر ومنهج واحد وهو الولاية والنهج التخريبي الذي تمثله جماعتهم في كل الاتجاهات، أي وفد وطني وهم ثلاثة أشخاص لم يأتمنهم أحد ولم يوكلهم أي تيار سياسي يقبع تحت عنجهيتهم.
فعلاً إنهم يعتبرون وفد عبدالملك لا وفداً وطنياً، جنود عبدالملك لا جنود الوطن، عبيد عبدالملك لا خدام هذا الوطن، إنهم مراسلو وناقلو الحوارات بين أمريكا وعبدالملك ومن جهة أخرى بين إيران وعبدالملك ايضاً.
في اجتماع الأربعاء مع نائب وزير الخارجية الروسي قدم فليته والعجري نفسيهما وفدا وطنيا، وبكل بجاحة خرجا على منصات تويتر يغردان باسم الوفد الوطني. هل هناك استخفاف وعنجهية سياسية أكثر من هذا!!
استحوا قليلاً وخففوا كثيراً من المكياج الذي تضعونه صبغة يحسن من ظهوركم، لن تستطيعوا أن تخدعوا الناس أكثر من هذا، ولن تتمكنوا من إضفاء صبغة الوطنية عليكم في المحافل واللقاءات، ستبقون خدام عبدالملك الحوثي ومراسليه الأوفياء والمؤتمن عليهم، لأنكم بارعون في بيع اليمن مقابل السلطة والحكم لسيدكم، قادرون على البهرجة الإعلامية وتغليف الحقائق وتزييفها ونقلها للناس بقوالب وطنية.
من الناحية الأخرى يرسل عبدالملك أبناء منطقته كوسطاء ووجهاء يحملون وجهه معهم أمام المشايخ والأعيان، ولا يركن الحوثي إلى غير أبناء منطقته على الرغم أن هناك من يقدم ويضحي ويسهل كل الخدمات في سبيل رضا الحوثي عنه وتقبله كوجه يؤتمن عليه، لكن لا يحدث ذلك، هو فقط ينظر إلى أبناء صعدة الموالين له والخاضعين الخانعين المعتنقين فكرة العبودية الحوثية.
في كل المواقف القبلية والجرائم التي يرتكبها الحوثيون بحق أبناء القبائل يرسل الحوثي أحد قياداته من صعدة لإجراء التحكيم والتهجير في إطار الثقافة القبلية اليمنية، لا يعتمد إلا على أقربائه كابن عمه محمد الحوثي أو أبناء عشيرته ومنطقته. إنها المناطقية التي تطفح من جبينه على الرغم من خضوع الكثير له من أبناء المناطق الأخرى.
ليس كل أبناء صعدة يخضعون للحوثي وليس كلهم يؤمنون بفكره وتطرفه، وما نتحدث عنه هم أولئك الذين دخلوا المدن غزاة ونهابين ومحتلين، دخلوها إرهابيين متطرفين قادمين من كهوف مران يرفعون شعار الولاء لقائدهم، حيث جعلهم واجهته التي يستخدمها في تنفيذ أجنداته وأهدافه الشيطانية.
وترجع أسباب ذلك للعديد من العوامل منها: البيئة التي ترعرع فيها أبناء تلك المناطق تحت هيمنة أسرة الحوثي وتنشئتهم على الولاء لهم منذ الصغر بحكم القرب والتداخل المجتمعي بينهم، وكذلك السيطرة على الحياة المجتمعية لتلك المناطق في كل التفاصيل المعيشية يجعل من الأتباع يخضعون ويعشقون العبودية مقابل عدم اتخاذ إجراءات بحق أسرهم وأموالهم ومزارعهم.
كسر ودحر جماعة الحوثي واجب وطني وديني وأخلاقي، لأنها تريد العيش في بيئة مناطقية وباستعلاء عنصري وسلالي، إننا نشاهد في الواقع محاولة تثبيت هذه الاستدلالات بوجهها القبيح، وهذا ما لن يكون لها، وسيرفضها ويلفظها المجتمع مهما كانت سطوة السلاح والقبضة الأمنية.