بين الحين والآخر تقوم جماعة الحوثي بتحشيد مقاتليها المتواجدين في القرى والمدن وأخذهم إلى الجبهات لمساندة مقاتليها هناك ورفع الروح المعنوية لهم بما يسمى "الفزعة".
هذه الفزعة الحوثية ليست حكراً على المقاتلين وحسب بل تمتد إلى الموظفين المدنيين ومشايخ القبائل، يتم تحشيدهم عنوة وبأسلوب ناعم، ولأن الفزعة هي لرفع الروح المعنوية وليست الذهاب للقتال يستجيب بعض المدنيين والمشايخ للذهاب فترة لا تتجاوز عدة أيام ثم العودة.
فزعة هذا العيد مختلفة عن سابقاتها بزمانها ومكانها، فقد جاءت في ظروف عيدية حولت فرحة بعض العوائل إلى مآتم حزينة، وبمكانها الذي يعتبره الحوثيون بؤرة من جهنم تلتهمهم وتحصيهم كالجراد، إنها الضالع التي كسرت الصورة المتعالية للحوثيين وأذلت كبرياءهم.
ذهب البعض إلى الضالع فزعة وكانوا يعتقدوا أنهم سيذهبون إلى جبهة نهم ثم يعودون منتشين يحكون ما وجدوه من ثبات لمقاتليهم، لكنها الضالع أعادت بعضهم والانكسار يملأ جباههم، والبعض الآخر عاد فقط اسماً يُعرِّف جثة متفحمة ملفوفة في كيس يهتف أمامها مشرف حوثي وكأنه عاد بالنصر.
من كان يعود من جبهة الضالع يحاول أن لا يقول حقيقة ما وجده هناك من تقدم عسكري للمقاومة المشتركة والانكسار المخزي والهروب للمقاتلين الحوثيين، ويحاول أن يدحض الحقيقة ويكذب خوفاً من اتهامه بالتثبيط أو من باب الحرب النفسية التي تلزمه السكوت عن الخسائر والهزائم التي مُني بها مقاتلو جماعته.
فزعة الحوثي هذا العيد إلى الضالع كانت على غير ما كان يتوقعه، فلا روح معنوية ارتفعت لمقاتليه، ولا القادمين فزعةً سلموا من القصف في الجبهة، وما كان يعلنه الحوثي من انتصارات يحققها مقاتلوه هناك كانت كاميرات المقاومة تدحضه وبلسان أسراه الذين يتحدثون عن أماكن ومناطق التي أُسروا فيها، بالإضافة إلى ما شاهده الذين عادوا من الفزعة.
جبهة الضالع مشتعلة ولم تهدأ بنادق المقاومة، وكل يوم تفاجئنا المقاومة بتقدم كبير ودحر الحوثيين، وفي العيد كانت تصدح بالنصر في كل تبة احتمى فيها الحوثيون ثم هربوا تلاحقهم رصاصات المقاومين وبأصواتهم المبحوحة وقد امتزجت بصوت القذائف والمدافع.
ترنحت فزعة الضالع وعاد الحوثيون منها بلا فرحة ولا معنويات، وهذا درس عميق وضربة أسقطت الصورة الذهنية التي يرسمها الحوثي لأتباعه في كل جبهة متوقفة يزورونها.
الآن هي الضالع التي أعادت البوصلة نحو الشمال، تبذل المقاومة الجنوبية والقوات المشتركة دماءها وجهودها نحو ذلك، وترسي دعائم حماية الجنوب من أي خطر قادم من الشمال يهدد أمنها.
في العيد القادم هل يا ترى سيحشد الحوثي للفزعة في محافظة إب أم أنه سيكتفي بالتلويح لها من محافظة ذمار!!