كتب القيادي في حزب النهضة الإخواني علي الأحمدي مقالة تحت عنوان (الجنوبيون والشيكات على بياض). والمقالة تتحدث عن أنه "ليس من المصلحة اليمنية (كما أسماها) أن يتم إنشاء كيانات بعيدة عن شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي".
لا أدري لماذا يحاول أطفال توكل كرمان إقحام الجنوبيين في القضايا التي تهدد مستقبلهم الوجودي في اليمن.
ومادام التحالف العربي لدعم الشرعية يبحث عن استراتيجية جديدة لتحرير شمال اليمن من قبضة الموالين لإيران، فلماذا يصر أطفال توكل كرمان على إقحام الجنوب في كل صغيرة وكبيرة، هل يريدون الجنوب أن يخرج، كما خرجت تعز لرفض تحرير تهامة أو حتى تعز نفسها من قبضة الموالين لإيران.. لماذا يريدون الجنوب أن يدافع عنهم؟
لا يا عزيزي.. التحالف تدخل في اليمن ليس لأجل عيون الرئيس هادي أو ليحافظ على الوحدة اليمنية التي قتلت بفتوى عبدالوهاب الديلمي، شيخكم الكبير، بل تدخل من أجل (استعادة الشرعية من الانقلابيين)، والشرعية بمفهومها السياسي لا تعني عبدربه منصور هادي الرئيس (المؤقت)، بل تعني قوى يمنية متعددة، لديها قضايا مصيرية لا ستطيع أي قوى أن تنال منها مهما كان.
يقول الأحمدي: "يختلف الناس حول طارق والجدوى من عودته، ولكل وجهة نظره من منطلقه السياسي في إطار اليمن، غير أن العجيب حقيقةً هو ما يجري في الإطار الحراكي الجنوبي من تباين في وجهات النظر حوله، من تبرير عجيب أو هجوم حاد دون أن ينطلق ذلك من أي فكرة وطنية جامعة بقدر ما هي منطلقات مكونات وتيارات أو شخصيات قيادية بما يوافق مصالحها هي لا مصلحة الوطن اليمني أو حتى مصلحة الجنوب".
وتعليقا على ذلك، أقول للأخ الأحمدي إن طارق عفاش لم يعد في الجنوب، فقد ذهب هناك، نحو تهامة، الميناء الاستراتيجي الهام، لأنه تعهد للتحالف العربي بخوض معارك حقيقية ضد الحوثيين (انتقاماً)، لا كالحرب التي يخوضها الإخوان في شرق صنعاء وساحل ميدي.
التحالف العربي لديه قضية كبيرة (محاربة المد الإيراني)، ودعم سلطة شرعية في اليمن تكون مناهضة للوجود الإيراني الذي يهدد المنطقة برمتها.
وأعتقد أن وجود طارق في الساحل الغربي لا يهدف لاحتلال عدن بل لتحرير الحديدة، وبكل تأكيد من حقه أن يكون الحاكم الفعلي لعروس البحر الأحمر.
مع التحالف العربي، لم يعد لمشاريع الابتزاز أي وجود، إذا لم تحارب المد الإيراني، فهناك البديل، وأعتقد أن التحالف العربي لم يلجأ إلى صالح إلا بعد أن طال المكوث في تبة نهم وساحل ميدي.
طارق عفاش اليوم يقود قواته صوب عروس البحر الأحمر، حيث الميناء الاستراتيجي الهام، فعلى أطفال توكل كرمان الكف عن إقحام الجنوب في كل صغيرة وكبيرة.
إذا كان لديكم خلاف مع طارق، فاذهبوا إليه هناك في الساحل الغربي، واتركوا الجنوب وشأنه.
أما مسألة أن هناك من يريد إعادة عائلة صالح إلى عدن، فحكومة بن دغر هي جزء من عائلة صالح وحتى هادي ذاته أحد الذين تربوا في كنف الرئيس اليمني الراحل، ومسألة كنس كل هذه الشوائب، ليست بعيدة ولن تكون مستحيلة، فالمجلس الانتقالي والقوات الجنوبية تمتلك القوة والقدرة على فرض الإرادة الشعبية متى ما أرادت، ولكن مهمة الأشقاء في التحالف العربي لم تنته بعد.