ظن أنه مُجتبى ثائر حين قرأ سيرة الخميني وتوجيهات الملالي،
وظن أنه مجاهد حين قال له ذلك سيده الهلامي، وخُيل له أنه مناضل حين تعاون مع المخابرات العالمية ضد بلاده وشعبه يذيقهم العذاب والخراب بكرة وعشياً.
وظن أنه شجاع صنديد لا يُضاهى ومليشياته يقاوم متمسكاً ربما بالمقولة الصهيونية (الجيش الذي لا يقهر) فقط لأنه أمسك سلاحاً رغم رعونته، وظن أنه فهلوي لأنه استمرأ النقود الخسيسة واشترى الذمم الرخيصة القابلة للمزايدة في سوق البيع وتغيير المواقف.
بل إنه تمادى في ظنونه واعتقد أنه ديمقراطي، لأنه يفصل الحرية على مزاجه وعلى هوى جماعته ومقاييس عمالته وتبعيته وولائه.
وأخشى أن يظن أنه تائب وعائد بعد أن خان شعبه، ولعلها تقية ينتظر بعدها لمن يؤجّرَّ ضميره لأسياد جدد.
وتابعه ظن أنه مثقف لأنه يردد كببغاء يلثغ ما يقولوه هؤلاء النكرات وما يصبوه في أذنيه من زيف للتاريخ وتحريف للدين وانتقاص لكل ما هو مختلف عنهم.
لقد ظن الحوثي وأتباعه أنهم يركبون التاريخ لأنهم يشتمون ويسبون ويتباذون على المنابر.
وظن أن غباءه عبقرية حين اعتقد أنه يطالب بأمر الأمريكان والإيران والمخابرات العالمية ما يؤمر أن يطالب به، وظن أنه رئيس أو وزير أو نائب أو مدير قادم حين جلس كعبد صغير مع كبار العبيد.
وظن أنه من الآل الكرام أو الأولياء حينما كان يهتف بالصرخة المستوردة، شعار الموت المنافي لكل قيم الحياة.
وظن أنه مفكر استراتيجي حين أعطوه اللهاية بعدما أجلسوه أمام الكاميرا ليصم آذاننا بخطبه وتشنجاته وتخريفاته التي يجرتها من الوهم المغرم به.
وظن أنه خبير عسكري لأنه جلس مع خبرائهم وأتقن دروس مخابراتهم.
وظن أنه مفكر حين أحضروه للحذلقة الجهادية النضالية الثورية السلالية ومحارق الشباب وأنهار الدماء وطوابير الجوعى وأنات المرضى.
وظن أنه كاتب أو فنان أو صحافي عظيم لأنه يتكلم ويكتب بأمر من منحوه نقودهم وانصاع بكل إذلال لتنفيذ مخططاتهم ضد اليمن وشعبه يوزع الموت شمالاً وجنوباً، وشرقاً وغرباً.
وظن أنه رغم ركوبهم عليه لن يبقى حماراً بعدما أوهموه أنه يزأر، متناسياً أن القرآن قال (إن بعض الظن إثم)، وكم هو آثم هذا اللهو المختفي وجماعته التي نهبت كل شيء.