سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

الفجوة القاتلة بين خطاب الدولة وغيابها!

منذ ساعة و 7 دقائق

دكتور رشاد مازال غير مدرك أن المجتمع الدولي والفاعلين منه في اليمن قد ملّوا من التنظيرات والأقوال التي لا تقترن بالأفعال، والمحاضرات عن المركز القانوني للدولة.

المجتمع الدولي لم يكن متضرراً بشكل مباشر قبل 7 أكتوبر من حالة الشلل وكثرة الكلام وانعدام الأفعال.

لكن الأمر تغير، وأصبحت مصالح وأمن القوى الدولية وحتى نفوذها مهدداً من بلد اسمه اليمن، لديه رئيس يتكلم كثيراً عن الدولة ومركزها القانوني، لكنه لا يفعل شيئاً لحماية الدولة ومصالح شعبها ومصالح شركائها الدوليين والإقليميين.

وإن فعل، فإنه يصنع ويحمي جماعات متمردة جديدة، ويعمل على شرعنتها وإبرام اتفاقات معها وهزيمة سلطات الدولة.

يحذر من انقطاع المرتبات بسبب تحرك القوات الجنوبية لحماية الدولة وفرض هيبتها، ومحاربة التهريب والإرهاب، وإنهاء التمرد، كأنه لا يعلم أن المرتبات مقطوعة منذ أشهر عن قطاعات الدولة المدنية والخدمية والعسكرية والأمنية.

يتحدث عن إمكانية انقطاع الوقود، كأنه لا يعلم أن وقود محطات الكهرباء في عدن ولحج وأبين مقطوع منذ قرابة العام.

وأنه صنع تمرداً في حضرموت، قطع الوقود عن محطات كهرباء حضرموت، والآن يطالب بعودة المتمردين لشركة بترومسيلة وحمايتهم وفقاً لاتفاقه معهم.

يا سيد رشاد، العالم ضاق ذرعاً، والشعب ضاق من المحاضرات. أنت رجل جيد للتنظير، لكنك خطر على ما تبقى للدولة من وجود، وللخدمات من حضور، وللرواتب من استمرار.

هل يعلم رشاد العليمي أن كل المحافظات المحررة الآن، ومنذ أسابيع، مقطوع عنها غاز الطبخ المنزلي، من مأرب التي لم يصلها الانتقالي، لأن شيخ قبيلة نصب قطاعاً مسلحاً ويطالب باتفاق، وسيقدم له رشاد العليمي اتفاقاً وفق شروطه؟

اليوم انتهى زمن رجال التنظير وغياب الرؤية، أما هيكلة مجلس القيادة فتصدير رجال الفعل الذي يسبق الأقوال.

وأما يفتح الله علينا وعليكم، لن تبقى حياتنا معلقة بالمحاضرات والدروس والشعارات الفارغة.

من صفحة الكاتب على إكس