عادل الهرش

عادل الهرش

تابعنى على

حين تنعدم الثقة… تسقط الأوطان

منذ ساعة و 47 دقيقة

الثقة ليست مجرد شعور عابر، بل هي العقد الاجتماعي الذي يربط بين الشعب وقيادته.

فمن يفقد الثقة بنفسه ورفاقه ومن هم الى جانبه يخسر المعركة قبل أن تبدأ، ويعجز عن تحرير وطن، ويستحيل أن يقود شعباً نحو الحرية والكرامة. فالثقة هي السلاح الأول، وهي الشرارة التي تصنع الانتصار، والقاعدة الأساسية التي تبنى عليها الدول فمن دونها تتحول الشعوب إلى ضحية، والأوطان إلى غنيمة بيد الطغاة والمتسلطين. وهذه هي قاعدة التاريخ وسر انتصار الأمم أو سقوطها.

ما يعيشه اليمن اليوم ليس فقط نتيجة انقلاب الحوثيين الكهنوتيين، بل أيضاً بسبب قوى متواجدة داخل ما يُسمّى بالشرعية فقدت الثقة بذاتها وبشعبها، فاختارت الكذب والتضليل بديلاً عن المواجهة، والعبث بديلاً عن القرار، وقدّمت مصالحها الخاصة على حساب الوطن والشعب.  

حتى تحوّلت هذه الكيانات إلى عبء سياسي وأخلاقي، تمارس دوراً تخريبياً لا يقل خطورة عن رصاص العدو. ترفع شعارات الدولة صباحاً، وتطعن مشروع استعادتها مساءً. تتحدث عن الجمهورية، لكنها ترتعد كلما اقتربت لحظة الحسم، وتصاب بالهستيريا كلما برز مشروع وطني صادق يعيد ترتيب الصفوف ويزرع الأمل في نفوس اليمنيين. أخطر ما تحمله هذه القوى ليس عجزها، بل حقدها الأعمى على كل قوة جمهورية حقيقية تنادي بالوحدة والتكاتف والتحرير.  

وأكبر دليل على هذا الانحدار ما يتعرض له الفريق طارق صالح ورجاله ومشروعهم الجمهوري في المقاومة الوطنية. عبر حملات مأجورة من التشويه والتشكيك والكذب الرخيص وكيل التهم التي لا سبب لها سوى أن هذا القائد وقواته امتلكوا العزم وتسلحوا بالشجاعة واخذوا بزمام المبادرة وتناسوا الماضي والنظر إلى الوراء حتى تمكنوا من كسر معادلة الفشل،ونجحوا في بناء قوة منضبطة مؤهلة متدربة تعرف عدوها وحددت هدفها وبوصلتها بأتجاه صنعاء. وأثبت هولاء الابطال أن المعركة لا تُدار بالخطب ولا بالتصريحات من الخارج ، بل بالعمل والبذل والعطاء والوفاء والصدق مع الشعب، ولهذا يُستهدفون، لأن نجاحهم يفضح عجز الآخرين ويكشف فسادهم وتواطؤهم.  

إن اليمن لم يعد يحتمل المزيد من الكذابين والسماسرة وتجار الحروب. واصبح بحاجة إلى رجال جمهوريين أوفياء، يمتلكون الثقة بالنفس وبالشعب، ويطرحون مشاريع وطنية واضحة لا تساوم على الدم ولا تبتز تضحيات الأحرار. أما أولئك الذين يعيشون على التضليل ويتغذون على الفتن ويعادون كل ما هو جمهوري وصادق، فمكانهم الطبيعي خارج معادلة المستقبل واليمن الجمهوري الجديد.  

فالتاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى، والمعارك الكبرى لا ينتصر فيها إلا أصحاب الإرادة الوطنية والمشروع الجمهوري، المؤمنون بحق أبناء شعبهم في الحرية والحياة الكريمة...