في صنعاء يعيش بعض قيادة المؤتمر الشعبي العام الذين لم يستطيعوا الفرار مأساة غير مسبوقة إذ تحوّل هؤلاء القادة إلى رهائن لدى المليشيا الحوثية التي تسخرهم كدمى سياسية في مسرحية ديمقراطية مزيفة لا علاقة لها بالواقع قيادات محرومة من كل حرية حركةً وقراراً، بل مجبرين على الخضوع للإقامة الجبرية تحت تهديد السلاح واحتجاز أبنائهم كرهائن، هذه السياسة تفضح الوجه الحقيقي للمليشيا التي لا تعرف سوى القمع والابتزاز، والتي تستخدم هؤلاء القادة لتلميع صورتها القبيحة أمام الداخل والخارج، فالحضور والمؤتمرات والبيانات التي تصدر باسم المؤتمر ليست سوى واجهات فارغة لتزييف المشهد السياسي؛ هذه المليشيا تمارس أسوأ أشكال الاستبداد السياسي حين تجبر هذه القيادات على تنفيذ أوامرها وترغمهم على قراءة بيانات معدة سلفاً في غرف المخابرات الحوثية وتظهر في صور ومناسبات رسمية بلا أي تأثير حقيقي كل ذلك لتخدع الرأي العام وتوهم العالم بوجود مشاركة حزبية، بينما الحقيقة واضحة لكل مؤتمري أن المؤتمر في صنعاء مختطف بالكامل وقراراته تحت قبضة مليشيا الحوثي، وأن أي صوت يصدر منه هو صوت مسلوب لا يمثل الحزب ولا قواعده، وأنهم يجعلون منهم أدوات تلميع لصورتهم القبيحة التي تقوم على الاستبداد.
الأمر لم يتوقف عند القيادات بل شمل أبنائهم الذين تحولوا إلى رهائن لضمان بقاء آبائهم تحت السيطرة، فقد وثقت مصادر احتجاز أبناء بعض القيادات البارزة ومنعهم من السفر أو التواصل بحرية كرسالة صريحة من الحوثيين تقول إن أي محاولة للتمرد أو التصريح بوجهة نظر مستقلة ستدفع ثمنها الأسرة أولاً، وهذا الأسلوب يكشف حجم الخوف الذي يعتري المليشيا من أي حزب وطني مستقل يملك قاعدة شعبية حقيقية ويثبت أن كل ما يُعرض من مشاركة سياسية مجرد خدعة مكشوفة؛ وبالتالي أن الأصوات الصادرة من صنعاء اليوم لا تمثل المؤتمريين ولا تعبر عن إرادتهم، بل تمثل المليشيا التي تتحكم في كل تفاصيل حياة هذه القيادات لتبقيهم كواجهة زائفة لتزيف الواقع السياسي، ما يجري هو عملية تزييف ممنهجة استعراض قسري لديمقراطية وهمية تهدف إلى خداع الداخل والخارج، بينما الواقع يقول إن صنعاء أصبحت سجناً كبيراً وأن القرار لهذه القيادات المؤتمرية مسلوب بالكامل.
لذا إن اختطاف المؤتمر في صنعاء ليس مجرد تجاوز سياسي بل جريمة أخلاقية وسياسية تُضاف إلى سجل المليشيا الطويل في الانتهاكات، فهي لا تحترم حرية الأحزاب ولا تاريخها، وتواصل إذلال قياداتها تحت تهديد الرهائن والسلاح، وكل محاولة لإظهار وجود مشاركة حزبية هي مجرد كذبة صادمة في وجه الحقيقة، المؤتمريون يعلمون أن استعادة الحزب لعافيته لن تتم إلا بخروج قياداته من أسر الحوثيين وعودتهم إلى صفوف الشعب بقرارهم الحر وإرادتهم المستقلة وحينها ستنكشف كل المسرحية السياسية الزائفة التي حاولت المليشيا تمريرها عبر واجهات مشوهة، وسيعود المؤتمر ليمثل شعبه وقواعده كما كان دائماً صوتاً وطنياً قوياً لا يمكن اختطافه أو تزييفه.