د. ياسين سعيد نعمان

د. ياسين سعيد نعمان

تابعنى على

دور المنطقة في تسويات ما بعد الحرب

منذ 3 ساعات و 47 دقيقة

إيران باعت الوهم في سوق عربية كانت تتخبط فيه مخلفات الباحثين عن "حق" الحكم في سراديب مظلمة، مكتظة بالجماجم والأضابير المنقعة في دم لم يجف، تمتد إلى زمن السقيفة وعهود من الخيانات التي يصر منتسبوها اليوم، كما أصروا بالأمس، على ترحيلها، بأثقالها، ومخلفاتها، وقيودها وغبائها، وثاراتها لتضع حاجزًا مانعًا بين شعوبنا والعصر الذي أقسم به الرحمن. 

يسقط النظام الايراني اليوم في يَمّ الوهم ذاته الذي أغرق فيه منطقتنا ردحًا من الزمن، وقد يلتقطه بعض "السيارة" إلى حين.. وهنا يُطرح السؤال لماذا لا يكون هؤلاء "السيارة" هم قادة هذه المنطقة وشعوبها؟! 

هذا السؤال له علاقة وثيقة بالخطوة التي يجب على دول المنطقة أن تأخذها بعد كارثة المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل باعتبار أن ما جرى يمس بدرجة أولى أمنها الإقليمي، وتنميتها، ومستقبل شعوبها. بمعنى أنه لا يجب أن تكون بعيدة قيد أنملة عن ترتيبات ما بعد الحرب، وأن عليها أن تعيد فرض شخصيتها في قلب معركة التسوية التي لا بد أن تكون الأذرع جزءًا منها. 

سيهتم الآخرون بالنووي، والباليستي، وسيبقى مجال الأذرع ساحة مفتوحة للمساومة، ولا يمكن أن تملأ هذه المساحة سوى المنطقة التي شهدت الضرر الأكبر من ذلك المشروع المركب الذي يجري تكسيره بغرض ولادة إيران جديدة، لا بد أن يكون للمنطقة المحيطة دور مؤثر فيها. 

لم ينفع الخطاب السياسي للمنطقة، والذي أرسل رسائل تضامنية ناعمة لإيران وهي تتعرض للقصف الإسرائيلي، بالعكس كان أول ما فكرت فيه إيران، وهي تخفض جناح الذل لعنفوان الحرب، هو أن تقصف بلدًا عربيًا بصواريخها وتنتهك سيادته، وهذا مؤشر على أن هذا النظام مبرمج في الأساس على قصف العرب قبل غيرهم، مما يعني أن المهمة الملحة أمام العرب اليوم، وبعد الحرب، هي العمل على إعادة إنتاج المنطقة بصورة تنهي ذلك الوهم الذي تحركت فيه إيران وأذرعها طوال هذا السنوات التي شحنت فيها المنطقة بالحروب والكراهية والانقسامات.

ويتوقف إنجاز هذه المهمة على : 1/ مستوى استيعاب دول المنطقة لضرورات دورها في إعادة بناء الأمن الإقليمي للمنطقة برمتها ؛ 2- تخليص شعوبها ومجتمعاتها من الوهم الذي كان سببًا في الانكسارات التي تعرضت له وهي تكافح للالتحاق بالعصر. 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك