عمر الشارحي
لماذا أوقف الحوثيون هجماتهم على السفن رغم استمرار الغارات الأمريكية!
منذ أسبوع، أوقف الحوثيون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، غداة الغارات التي استهدفت منشآت الطاقة في ميناء الحديدة. توازى ذلك مع مكاسب سريعة تحققت للجماعة بأقل مجهود بفعل إلغاء قرارات البنك المركزي وإعطائها صلاحيات تسيير رحلات جوية مستقلة من مطار صنعاء إلى عمّان.
تشير المعطيات، إلى وجود صفقة سرية تتجاوز الإطارين المحلي والإقليمي، وتتداخل فيها أبعاد ومصالح دولية؛ لكن استمرار الغارات الجوية الأمريكية قد يكون مؤشراً على وجود حالة انقسام دولية تجاه ترتيبات المرحلة القادمة التي تُطبخ على عجل، تقف فيها الولايات المتحدة على الضد أو أنها لا تلبي شروط واشنطن التي لمحت علناً منذ أيام أنها تدرس تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية من الدرجة الأولى على غرار داعش والقاعدة؛ غير أن امتناع الحوثيين عن الرد على هذه الغارات "الأعنف" التي استهدفت إحداها جزيرة كمران، يفهم أنه التزام ذاتي من الجماعة بخفض التصعيد للحيلولة دون خسارة المكاسب التي تحققت لها في وقت وجيز.
ما قد يؤدي إلى انهيار الموقف، هو الوضع الذي سيؤول اليه التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، بعد قصف اليوم على "مجدل شمس" في الجولان المحتل، والذي أعلن حزب الله عدم مسؤوليته عنه بينما تصر إسرائيل على وقوفه وراء الهجوم وتحمله المسؤولية.
على ضوء التطورات في جنوب لبنان، وفي حال تفجرت المواجهة الشاملة بين حزب الله وإسرائيل -وهذا أمر وارد- قد تنفرط المسبحة في اليمن، وتعود الأمور إلى نقطة الصفر. في الوضع الحالي من مصلحة الحوثيين عدم اتخاذ أي خطوات تصعيدية لمواصلة الظفر بالمكاسب مع قرب الاتفاق على إعادة تصدير النفط وفق عملية تحاصص سيحصل منها الحوثيون على نصيب الأسد، إنما المواجهة الشاملة بين حزب الله وإسرائيل ستفرض على الجماعة في اليمن التعاطي مع خيارات ومتغيرات جديدة تتلاءم مع الأهداف الاستراتيجية لإيران.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك