محمد عبده الشجاع
دعوة للغناء للحب للسلام.. ماريا قحطان
حتى لحظة ارتدائها الحجاب وأنا لا أرى ماريا قحطان إلا بهذا البهاء وهذه البراءة والطفولة، بهذه الثقة الزائدة والشجاعة المحمودة، وهذا الفكر البعيد عن التأويلات والتخيلات القاصرة، بهذا الحضور الكبير والجمهور المندهش المتعجب لطفلة تقف على المسرح أمام ثلاثة نجوم تتحرك بشموخ وتلوح بيديها الصغيرتين وتطرب بصوت مبحوح كأنه قادم من الجنة، صوت السحر والتألق، صوت الطيور في بكورها، صوت العصافير عند الفجر، صوت خطف القلوب والأبصار والأفئدة، صوت فاح عبيراً وبهجة، صوت أجمعت عليه اللجنة في الغياب واحتضنت صاحبه أمام ملايين المتابعين.
غنت ماريا "اشتاق واسال عنكم الأشواق" وكأنها قادمة من الأوبرا وليس من اليمن بلد الثلاثين مليون مخزن، بلد المسارح الغائبة والسينما المقفولة منذ ظهور الدعاة الجدد، بلد اندثر فيه كل جميل حتى السياح الذين كانوا يزوروننا توقفوا..
غنت وهي تناجي الله ثم أرسلت قبلاتها للعالم أجمع، قبلات الملائكة الصغار الذين يسقطون اليوم نتيجة الحروب دون ذنب يفتقدون لأبسط الحقوق يتغربون يجوعون يشردون في الشوارع وهناك من ينظر إليهم على أنهم عورة.
كلنا بشر نصيب ونخطئ، لكن ثمة مفاهيم يجب أن تتغير في أذهاننا يجب أن نكون على قدر كبير من الرجولة التي لا تحتمل التنطع وادعاء الفضيلة بصورة مشوَّهة وتقديم الفرضيات على أنها قوانين سماوية.
ستظل ماريا في نظري تلك الطفلة التي خطفت الأنظار ومثلت اليمن خير تمثيل وهي بسن الثمانية أعوام، عكست صورة لطيفة وطيبة عن بلد يموت كل لحظة كل دقيقة كل ثانية كل ساعة كل يوم كل عام.. أنا ماريا من اليمن.
أوقفوا الحرب وادعوا الطفلة ماريا لكي تغني لنا أغنية السلام، أغنية المحبة، أغنية العقل والقلب والروح اميييييي اليمن أمي!!
سلام على بلد خانه صوت أبنائه، وسيرة من اثخونوا الأرض طعنا وناموا على ضفة أشرق منها الفساد.