محمد الغيثي
لصنع خطوات جديدة نحو تحقيق هدفنا الوطني المشروع
4 مايو امتداد لما يزيد عن عقدين من النضال والكفاح، اليوم الذي بدأ فيه شعبنا الجنوبي العظيم مسار الاستحقاق "السياسي والعسكري" لقضيتنا الجنوبية العادلة وتطلعات شعبنا المشروعة.
تفويض شعبي جنوبي للرئيس القائد اللواء عيدروس الزبيدي، حفظه الله ورعاه، أعقبه تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات المقاومة الجنوبية ثم لاحقاً القوات المسلحة الجنوبية، التي باتت تحمي أكثر من 700 كلم من كرش الى بيحان، علاوة على مكافحة الارهاب والأمن الداخلي.
تفويض أعقبه تأسيس مظلة سياسية جامعة، تمثل تطلعات الجنوبيين التواقين لاستعادة دولتهم وهويتهم المسلوبة، ولطالما راهنت القوى المعادية على إفشال أي جهود تجمع الجنوبيين، او تحقق لقضيتهم رافعة وطنية قوية ومتماسكة.
لم يولد المجلس الانتقالي ميتاً، بل كان حياً كالقضية الحية التي لن تموت، ولقد خاض التحديات والمصاعب السياسية والعسكرية، واستخدمت ضده كل وسائل الاخضاع السياسي والعسكري والاقتصادي، وتكسرت جميعها وسقطت أمام عدالة القضية وصلابة قائدها، ولقد كانت فاتورة ذلك كبيرة جداً "ولم ولن ننسى".
ولم يكن المجلس وقواته "ميليشيات"، حيث أكد ذلك "اتفاق الرياض"، ولم يكن المجلس وقواته سبباً في الاخفاقات التي حدثت، حيث أثبتت "اصلاحات مشاورات الرياض واعلان نقل السلطة" ذلك.
واستمر المجلس في بناء واصلاح هياكله وبنيته التنظيمية، وتعزيز حضوره، وسيبقى التحديث مستمراً، وفتح ابوابه للجميع حيث قال الرئيس بشكل واضح "من لم يأت الينا سنذهب اليه" وانجز من خلال الحوار الجنوبي "الميثاق الوطني"، وسوف يبقى هذا النهج قائماً.
واليوم ومجدداً:
على الرغم من التعقيدات المحلية والاقليمية والدولية، سيخوض المجلس الانتقالي مرحلة الشراكة بكل اقتدار، سيحافظ فيها على علاقته الاستراتيجية بدول التحالف العربي، وهي علاقة سياسية وعسكرية وأمنية ومستقبلا اقتصادية، وكذا علاقاته التي نسجها مع الفاعلين الدوليين خلال السنوات الماضية.
وسيبقى المجلس منفتحاً على كافة الخيارات من اجل تحقيق السلام "سلماً او حرباً" مع شركائه وخصومه، وفي الحالتين، يجب ان يكون في طليعة هذا السلام تحقيق تطلعات شعبنا الجنوبي بكل وضوح.
المهددات والتحديات القائمة كبيرة، والفرص ليست سهلة، وتحتاج الى تبصر ودراية، ولها حسابات دقيقة، ولا يعتقد أحد ان المجلس الانتقالي يتخذ قراراته او يتخذ خطواته بناءً على عواطف او بمجرد فكر فلان او اقترح فلان، وندرك جيداً الاصوات الناصحة والحريصة والاصوات الهدامّة، والتاريخ يسجل.
هذا مصير شعب وقضية، ويجب ان يكون المسار آمناً نحافظ فيه على منجزاتنا التي تحققت، وعلاقاتنا الاستراتيجية، ونصنع خطوات جديدة نحو تحقيق هدفنا الوطني المشروع.
نهنئ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي كان أهلاً للتفويض الشعبي الجنوبي، ويقود سفينة شعبنا نحو بر الأمان، وندرك جيداً حرصه على الجميع، واستشعاره للظروف الاقتصادية التي يمر بها شعبنا، وكلنا ثقة اننا جميعا بقيادته سنجتازها الى ظروف أفضل، نحو تحقيق تطلعاتنا في استعادة وبناء دولتنا الجنوبية كاملة السيادة.
من صفحة الكاتب على إكس