أحمد نويهي

أحمد نويهي

تابعنى على

الأغنيات.. سر الكينونة

Sunday 04 February 2024 الساعة 11:01 am

في تراثنا الفني وفي كتاب الشعر ما يمنح الروح ما يبقى ويرقى لتعود العربية السعيدة ذلك الوطن الشاسع من البحر إلى الجبل إلى السهل والوادي. 

على طول وعرض الخارطة يتكاثف الوجدان يرفل الهوى من شمسان إلى عيبان وبين الجبال تناثرت تلال وهضاب ومدن وقرى شكلت ما يسمونه بكتاب الجغرافيا الجمهورية اليمنية. 

كان التاريخ يرصد حركة الزمن ما تقادم ولدى بلاد تمتد على بحرين تنوع ثقافي وقد كتبت بالمسند وتكلمت بلسان العرب وقبل هذا تسامى فوق الرمل من الربع الخالي إلى رملة السبعتين إلى الرميلة ذلك الوادي الفسيح في خنفر جنوباً، راح المغني يناجي محبوبته بلحن لا زال يرعش أوتار الطرب بينما كانت في الاتجاه المعاكس لشطر القلب شمالاً:

"أنا في الرميلة وخلي في الفيوش"

كانت الأغنية عنوانا يؤسطر للزمن يصبح المغني سفيراً للنوايا الحسنة لدى اليونسكو منظمة التربية والثقافة والعلوم. 

كانت اللغات وسيلة للتخاطب بين الشعوب وكانت الأغنية ترجمة حقيقية عبر سيمفونيات راقصة على مسرح الحياة كواسطة تبقى وترقى في خيالات الشعوب تذوب اللون والمذاهب والعرقيات والطوائف. 

كانت الأغنية إكسيرا وطوق نجاه وقت تحالف الغبار واستبداد تطرف الطقس، كانت الأغنية ملاذا ومتاعا تُغنيِ عن خيام الشتات ومخيمات اللجوء التي تتفاقم بسبب اندلاع جوقة زوامل الحرب التي تسوقها المليشيا الكهنوتية. 

الأغنية سلطة وسلطنة ولا غير... 

 هذا هو البهاء والغناء الذي يمد الروح بالفِناء الشاسع والهوى والإعمار للمباني والمعاني المثاني البهاء في دورة الروح يتداعى القلب وقد سَكِر بخمر الدِنان المنسكبة من الجِنان، جِنان الحوريات ضداً للخواء والخراب والفَناء والدمار والحرب الشعواء. 

الفن يعمر الروح، يشيد جسور الوصل، يقطع حبال الجفا والبعاد وسنوات الفراق وليالي المفارق قاسية يحتلها القلق ويستبيحها الأرق. 

الفن يرتق تهتك النسيج ويرمم ما تمزق خلف الجبال البعيدة التي تحجب الرؤية، تتلاقى الأرواح وتتقاطر وقت تتخاطر الحكاية والقصيدة والقصة والرواية. 

الأغنيات مزيج ثقافة وخليط حضارات وسفير للشعوب يترجم لجميعها اللغات انثيالات بلاد خلف ألف خلف غربتها القبائل العاربة والمستعربة بحديث كسرى وفارس تفرعن على صهوة المد فوق المياه الإقليمية، يحاول الغزو أن يشيد للحرب ساحة ومسافة ومساحة وأرض معركة لا طائل لبلاد عهد الهوى بها ما زل ولا تاه عن محراب العشق في بلاد الباله والدان، ثمة إرث وموروث جدير ويستحق العودة لمطالعته وقراءة المثير من نقش كتب بخط المسند. 

في بلاد لها مخزون وارف وزاخر بلحن ماطر غزير يردش بالكثير وقد ضحى الشعب كل الشعب من أقصى الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب. 

قاتل اليمني مذ وعى الكينونة ضداً للفاشيات والاستبداد الديني الزيف الذي يسوق أنصار الوهم لإعادة تصديره على اعتبار أنه الحق الإلهي بمزامير وقراطيس الولاية.! 

في كتاب الشعر عاشت القضية البلاد التي وقعت عند باب البحرين. 

كانت اليمن قصيدة شعر انشطرت لشقين، كانت الأغنية تعزف النشيد ذلك النشيج السلام الوطني ولا غير...