متى ما بدأت قوات درع الوطن توزع سلال إغاثية في وادي وصحراء حضرموت سيكون عملياً أنها بسطت على الأرض، لازالت توزع سلال في تخوم مثلث العند _الصبيحة_ردفان وحبيل جبر.
القيادة عيدروس الزبيدي دفع بسلال إغاثية قبل أيام إلى سيئون لسد حاجة المعوزين.
وبانتظار الهلال الأحمر الإماراتي يرسل خيام للمتضررين من جراء الأوضاع المرشحة للتصعيد في المحافظات الشرقية.
تحشيد الأطفال والصغار في جبهات تصعيد أعمال لا أخلاقية تنافي القانون الدولي والإنساني، وزد على ذلك شحن جهوي مذهبي وعقائدي وهذا التطرف الذي تنتهجه مليشيا الحوثي الذي أزهق كل نواحي الحياة وأنتهك مالا تقبله الإنسانية في أدبياتها واعرافها الأخلاقية.
احتشاد تنظيم الإخوان المسلمون واستقدام وزير التعليم العالي ليكتب منشور بصفحته على الفيسبوك يقارن بسقوط الجبهة الشرقية لجيش النازية على مشارف ليننجراد.
استقدام وزير الإعلام السابق الحاج علي العمراني ليدون حلقة" بودكاست" مع إعلامي ينمق الأسئلة ويقدمها ليحدث ضجيج يشبه ضجيج الآواني الفارغة.
احتشاد مشائخ الفتوى للدفاع عن الوحدة التي أزهقت في سنواتها الأولى، التلويح بخيارات القوة الفارطة لكبح جموح المجلس الإنتقالي بقوافل الحشد الشعبي، كل هذا التأجيج لايخدم القضية على كافة الأصعدة.
حضرموت لدنها مطالب ولدنها أجندتها وخصوصيتها وليقرأ كل من يشطح كيف أدارتها الجبهة القومية ثم التنظيم السياسي الموحد ثم الحزب الإشتراكي اليمني وأين وضع الرفاق حضرموت.؟
لقد تعامل الحزب مع حضرموت بطيفها الواسع بحكمة وروية إذ تبوأت مراكز القيادة وتشيعت مع هذا السلوك المهذب والمؤدب للحزب وهي لم تعتنقه، لقد رفدت حضرموت بشاعر الحزب وهو من خارج الحزب، كان العظيم حسين أبو بكر المحضار شاعر الحزب ومن خارج الحزب، كان الرئيس فيصل بن شملان وزيراً للنفط ومن خارج الحزب، كان الرئيس فرج بن غانم وزيراً للتخطيط، ومن خارج الحزب، كان الرئيس حيدر ابوبكر العطاس رئيساً لمجلس الشعب الأعلى وهو الذي لم يحفظ قوانين الماركسية والشيوعية والاشتراكية، كان الرئيس علي سالم البيض الامين العام للحزب الإشتراكي اليمني وهو الذي قاد اليمن الديمقراطي في وقت كان العالم برمته يراقب لحظة سقوط الحزب والدولة الشيوعية اليتيمة في الوطن العربي، كان إلى جواره الرئيس العطاس، بعد مذبحة يناير كانت حضرموت ترمم وترتق، وتضمد الجراح التي علقت بجسد الدولة والحزب دونما تطرف ومغالاة، دونما شطحات، دونما إقصاء، دونما تحيزات، سلم الرفاق التجرية لربانها وخالقها الأول القادم من حضرموت المناضل التقدمي الكثير والكبير الأستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب مهندس التجربة والموجه العلمي لذلك السطوع الذي توهج على أرض الجنوب يوم طوى التاج لترفرف راية الاستقلال الناجز.
كان أبوبكر بن حسينون وزيراً للنفط وهو الذي قضى على ترابها، كانت حضرموت المساحة والمسافة التي تتنهد بالقرب من صحراء الربع الخالي لتورف النخلة والنحلة، تجاورت السدر والنخل، كانت حقول النفط تتدفق بلا انقطاع ولم تزل.
هاجر الحضرمي منذ التاريخ حاملاً اليقين وعلى الله الركون أينما حل وأرتحل هو ذلك الحضرمي السمح والشهم والعطاء بلا كلل ولا ملل.
حضرموت دان أصيل لا دانات وليست بيانات وشحرجات خطابات.
حضرموت صوت خافت له في الهضبة صدى وفي الساحل مدى وفي خلف يعود الهوى ذلك الندى.
حضرموت باسق طلعها وشاهق رملها من الوادي إلى الهضبة والصحراء والساحل تشكلت دواخلها قبل العصر ناطحات السحاب وارتفعت الصواري والأشرعة تجوب البحار وأعالي البحار.
لن تذعن حضرموت لهذا الضجيج فهي الربان والساعية وفيها وفي أعماقها يتزاحم الخير ولاغير.
حضرموت اكبر من كل التقاطعات والتجاذبات والتلاسنات التي تقال عنها.
حضرموت الامتداد الطبيعي والطليعي للغد الذي لم يأتِ بعد ولازالت ترفع صلواتها بطقوس لم يسبق إليها أحد.
من حملوا راية الإسلام والتجارة وصدروا القيم الإنسانية وعلموها في مصادر التاريخ ذلك المتن الناصع بشآبيب المحبة والمودة والسلام.
حضرموت لها في الشرق أية وقبل النفط على أرض الجوار كان الحضرمي تاجر ينجز هذا الحوار الهادر الذي تسمعون..
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
