عبدالسلام القيسي
كتيبة إعلام الوطنية.. لوحة شرف الكلمة
هؤلاء هم لوحة شرف الكلمة الوطنية، عرفت وعشت وكافحت مع بعضهم وفاتني البعض الآخر..
أساتذة وزملاء سطروا بشجاعتهم وبجدوا وعسجدوا جغرافية هذه المعركة، واليوم من كل جهة بالبلاد وبلقاء تشاوري حضره القائد قرأنا فاتحة الجنة، على أرواحهم، وسفر الصمود لمن بقي خلف من استشهد ومع من جرح ولا يزال إلى هذه اللحظة يضحي، كلنا مقاومة وطنية..
ناموا بهناء، أرواحكم تموسقت من قعطبة إلى تعز، من تهامة إلى مأرب، ومن كل جهة ووجهة على أمل العودة وتحرير صنعاء، وصعدة.. فأنتم ومن سواكم المسار والسبيل، المفتاح والباب، مندب واليمن.
رأيت اليوم الجميع، بهدى واحد، على هدى الغاية: النصر.
**
هذه اللوحة ترسم جغرافية الفداء، والكلمة الثاقبة، من الجهات كلها، فالوطنية تعني كل البلاد..
أعرف بعضهم، أول من لقاني بالساحل الغربي هو كمال الردمي، يرحمه الله، واحمد الرمعي، الأستاذ الكبير، من الأساتذة الكبار الذين تعلمنا منهم، علمونا، ومن فيض الحضرمي الذي لمسنا تفانيه ولا ننسى فيصل، فيصل الصوفي، أفضل من يكتب ومن يدرس ويبحث ويبجد!
ذات يوم فوجئت بفجيعة موت شرف الشمري، زميلي في الساحل، وكتبت ذات يوم رثاءً لنبيل القعيطي، وفهيم المعقري من الثلة الذين سطروا الملاحم أول شهر حرب أتذكر استقباله بين الأسرى المحررين، سنة 2020، وزميلي يونس عبدالسلام قضيت سنتين وأنا أكتب، وأبكي، وأنا أبكيه لحظة لحظة وخرج شاهراً قوته وصرامته، ومحمد الصلاحي ايضاً، غادر سجنه حاملاً قضيته بقلبه وأعماقه.
عندما استشهد محمد الصليحي كما لو صاعقة ضربت الأرض، كادت تحرق كل شيء، وركعت منظمة الأمم وهي تعتذر من أسرته، حينها كنت في الساحل، أعجز بالعودة إلى تعز، حيث مر موكب تشييعه إلى بلاده بالمعافر وكم وددت لو أن أشاركهم تشييعه، لولا سنوات الشد والرماد.
والشهيدة رشا، البطل محمود العتمي، العائد إلى الحياة، والجرحى وسالت دماؤهم على طول الفداء، ابن تهامة مع ابن تعز وصنعاء وريمة، السماوي والجعوري، الطويل والموسمي، واسماء تختصر كل المدن، تقبض قبضة من حقيقة وتعتق سبل النضال وإلى الخلاص.
أساتذة طاروا إلى السماء، وزملاء، وعلى دربهم ننتظر النصر والنصر.. وبين شهيد وأسير وجريح قدمت كتيبة إعلام الوطنية في سنوات بطولاتها الفارقة، فالكلمة تبزغ من الميدان، من التعب.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
