طوال السنوات الماضية كانت إيران ترى في اليمن نقطة انطلاق جديدة لمشروعها في المنطقة، وأن ذراعها "الحوثي" سوف يصبح الأداة الأكثر طواعية ومرونة في تنفيذ أجندتها، ولذلك جعلته وجهتها الأكثر تدفقاً للسلاح والطيران المسير والخبراء الذين نقلوا التجربة في صناعة الصواريخ وإعادة بعضها إلى الخدمة، وكانت تدرك أن الوقت سيحين لاستخدامه كورقة رابحة بيدها تضغط على المجتمع الدولي في ملفها النووي ونفوذها في المنطقة.
ومن منطلق المصلحة الإيرانية، لا تتورع الجماعة الحوثية في أخذ اليمن إلى فوهة المدفع، وجعله رأس حربة يقاتل نيابة عن إيران، وعلى الرغم أن مساندة الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم وقضيتهم والوقوف ضد المجازر الإسرائيلية واجب، إلا أن الحوثي ينفذ هجماته ضد الإسرائيليين ليس من باب الواجب –حتى وإن ادعى ذلك- ولكنه ينفذ هجماته نيابة عن إيران التي لا تنظر إلى فلسطين والقدس إلا من جانب مصلحتها واجندتها التوسعية في المنطقة.
تسعى إيران من خلال ذرعها في اليمن إلى جعل اليمن مرتعاً للطائرات الأمريكية والاسرائيلية، وكأن الموضوع مخطط بعناية متقنة، بأن يكون الحوثي هو الأداة التي معها يستمر اليمن في حروب وويلات وصراع دائم لا يخرج من دوامته أبداً، من أجل أن تبقى الهيمنة الإيرانية وتبقى الأداة الحوثية خنجراً في خاصرة باب المندب والسعودية.
الحوثية تقاتل من أجل إيران، وستجلب الحرب إلى اليمن من أجل إيران، وستدمر اليمن من أجل إيران، بعد أن أسقطت الدولة والنظام الاجتماعي واستباحت كل مقدسات اليمنيين من أجل إيران ها هي اليوم تستدعي العالم لخوض حرب سيكون اليمنيون الخاسر الوحيد، ووحدها إيران تجني المكاسب، ولذلك يكون استئناف الحرب ضد هذه الجماعة ضرورة يمنية في المقام الأول.