أحمد نويهي

أحمد نويهي

تابعنى على

توفيق الوقار.. القائد الذى ارتقى مجيداً

Monday 08 May 2023 الساعة 03:15 pm

كم بطل ما زال فينا؟ 

كنا نجهل الكثير عنه لكنه كان يحضر في المسافات التي تلوي أعناق الرجال ليعيد ترتيب المساحات بحساب الوقت والزمن، يلملم الأرواح يرفع فيها سعرات المقاومة ليوقد النجوم في مراقدها لتشرق بلادنا التي في البعيد كما لو كان يعيد لخطوط السير عجلة القيادة، حينما انتصب كطود شامخ يشير للأبطال اتجاه القبلة وقت انبعاج النار وسط الوغى، خاض معركة ولم يأبه لعدسات المصورين على كثرتهم. 

غاب عن الوعي ليعاود النهر مجراه حيث عاش وولد القائد توفيق الوقار، حيث تسمو الروح مع الضباب ليتدفق الدم قبل الماء، ارتوى من غيم الأرض قبل السماء ليشب في هجعة الليل ترنيمة شدوها الاغنيات.. 

قاتل المليشيا من وسط السهول والوديان إلى الجبال إلى السواحل كما لو كان نوتة موسيقية يتدرج معها الصدى خلف المدى ليعود كرجع البدايات المتدفقة بروحه الفذ. 

يؤكد توفيق أن دمه كان من فصيلة هذا الشعب ولا غير عندما ثار في وجه المليشيا الكهنوتية وجاهد في تأسيس جبهة غرب نهر الضباب ليعاود كسر الحصار عنها تعز.. 

يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الجمهورية توقد بدم كل حر ولذلك كان توفيق يوقع بدمه وثيقة انتساب لهذا الثرى والتراب.. 

يؤكد مراراً وتكراراً أن البطولات يرويها الكتبة بينما المقاتل ينجز معركته على الأرض. 

توفيق ارتقى على مذبح الكرامة شهيداً مجيداً والتحق بقاطرة الحركة الوطنية التي روت كل الثرى والتراب بدمها منذ نازع اليمني الأول الاستبداد حريته وخلاصه من عهود الرجعية والكهنوت. 

قاتل المليشيا ونازلها بسلاحه الشخصي وحشد خلفه أبناء قريته وعزلته ليشكل كتيبة سحقت المليشيا وسط وادي الضباب وكسر حصارها على مدينة تعز.. 

استل من روحه عزيمة الرجال وقد خبر الحرب وسنواتها وهو يجود بروحه الفذ. 

سنكتبه في قائمة الأبطال، لن نرثي السطور وليس في قاموسنا البكاء. 

كان واحداً من الرجال الذين شقوا غبار الليل لتشرق الصباحات على خط الشوق وقد تدفق الدم قبل الماء على طريق الحرية منها وإليها بلادنا العصية والعتية والبهية غرب تعز خاض العقيد القائد الكبير معركة تحرير وادي الضباب من مليشيا الكهنوت الإمامية.. 

قاتل توفيق لتعاود الحياة مدارب السيل وقد تدفقت الأفواج تتالى على مذبح الكرامة، قاتل توفيق بهندامه وقيافته العسكرية الفذه في صف الجيش والأمن والشعب حتى ارتقى سلم الشهادة في جبهة الكدحة يحاور بالرصاص والقذائف من لا يفقه لغة السلم والسلام من أجلنا ومن أجلها هذه البلاد التي جادت بروحه الشاهق.. 

تقدم سيرة هذا البطل الصاعد من براثن المعاناه أنموذجاً وطنياً كقائد من أفراد وصف وضباط وجنود المقاومة الوطنية التي تواصل معركة التحرير على طريق استعادة البلاد من براثن الكهنوت.. 

لن نقول وداعاً لكنه اللقاء الذي يحاور السماء حيث تغرب لكنه من خلف الغيوم يشرقووون..