ليس مقالا ولا منشورا، مجرد دردشة مسائية مع المدعو "عبدالملك" بعد يوم عاصف أذهلنا كما أعماه.
باسم الله، رب هذا الشعب؛ أول مرة يقف الشعب في وجه عبدالملك الحوثي منذ انقلابه، كل مواجهاته يصبغها بالسياسة لتعطيه مشروعية القتل وتشرعن تخوينه للجميع.
هذه المرة الأولى التي يقول فيها الناس الأنقياء غير الملطخين بالسياسة أو استقطاباتها...
خرج نقاء الشعب بنسائه وشبابه ليقول كلمته الأولى بعد الصمت الطويل أمام بهلاوانية عبدالملك وتهريجه الذي أشبعهم ظلماً..
لم يخرج الناس على رواتب رغم فقرهم المدقع ولم يخرجوا كمتآمرين حرضتهم السياسة ولم يخرجوا مع شخصية اجتماعية؛ إنما خرجوا مع أنفسهم؛ أخرجتهم العزة والكرامة وهم يشاهدون فقيرهم (المكحل) الذي بلا ظهر أو سند يسجن (في إب) بدون محاكمات ثم يقتل ثم يتلاعب بجثمانه!
بينما في العاصمة سجن من هم أكثر رواجا وبارتباطات سياسية وبمقابل مادي..
صفعة المنتصر لعزته وكرامته لا تساويها حتى مجنزرات الدبابات.
يشعر "عبدالملك" اليوم بالألم وقد تعرت كل أجهزته الأمنية والإعلامية وسطوة إرهاب قوته.
وقف أبناء إب يقولون لعبدالملك: إياك أن تصدق نفسك..
قف كالبهلوان أمام خصومك السياسيين وتمايل بحيلك كغانية لعوب تتقافز على خصومها، إنما أمامنا لا تصدق كذبك.
قال أبناء إب لجوزيف جوبلز من قال أن يكذب حتى يصدقه الناس:
الناس لا تصدق الكذب كما لا يمكنك تخيل ردها وتوقيته.
قال أبناء أب لعبدالملك: وحدك تكذب ووحدك تصدق نفسك.
لست بعبعا ولنا كلمتنا تأتي بالصيغة التي تعميك وتبهر العالم.
لم يعد من المهم أين تنتهي القصة فقد وضع البطل كلمته، وأسر القلوب والمشاعر، وأهم من كل هذا استطاع أن يستفز نخوة الناس ومروءتهم وكبرياءهم بعد كل محاولاتك البائسة بتركيعهم.
أن تقتل فقد قتلت حتى النساء من قبل وأن تسجن فلم يبقَ ناشط في إب لم يعبر على معتقلاتك وحتى البسطاء الذين لا حول لهم، كل الناس عبرت عبر ظلمك الفاجر.
هل يمكنك أن تصارع شخصا استفزت الأحداث نخوته؟
أنت تصارع على السلطة والمال وحماية جباياتك وما إلى هنالك من مكتسبات استحوذت عليها من روح الشعب وهم يتغافلونك.
إنما عزتهم ونخوتهم ما زالت حرة.. نعم -يا عبدالملك- حرة كما لم تتوقعها حتى في كوابيسك.
كان الملفت وأنت تلقي دروسك الدينية على الشعب في مساء رمضان لتعلمهم دينهم ككفرة يلقون عليك "يا عدو الله" لست جديرا حتى بذكره على أن ترعى مسيرة قرآنه.
لم يلتفت أحد لهرائك، تخيل أبحث عن تعليق واحد من إب حتى لمن هم أشد ولاء لك أو نفاقا لم تسعفهم سفالتهم بذكرك.
وهذا طبيعي، لست شيئا يذكر عندما يتكلم الشعب.
لم يعد مهما ما تصدره ل"كلابك" من توجيهات كان بالشدة أو اللين.
ردة فعلك تستطيع أن تمكيج بها بصمات صفعة أبناء إب على جبينك مع حاشيتك أما الشعب كل الشعب يتفرج على بصمات أصابعهم تزين خدك بحمرتها من شدة الصفعة.
هي الأولى من إب والشعب ليس على عجل..
أن تقتل فقد قتلت، أن تسجن فقد سجنت، أن تعتذر لم يكن أحد ليسمعك أو يغفر لك بقدر أن تثبت في الوعي الجمعي أنك لا تفهم إلا بالصفع.
أنت في معضلة ليس بيدك دوائها ولا بيد كل من أطالوا بعمرك محو آثارها التاريخية من جبينك.
دعني أذكرك بتاريخ كهنوتك، قتل الإمام وسجن حتى لم يعد يستطيع إظهار جرائمه على الناس وما اضطره لقتلهم في الطريق إليه حتى لا يتهم بشكل مباشر بقتلهم بعدما أرهق سيفه حسبة الناس لأعداد ضحاياها ثم مضت كلمة الناس آخر المطاف.
بلا قضية تواجه شعبا استفز بأعز ما لديه وما تبقى له وقد سلبتهم كل سلطتهم وثروتهم ولم يتبق لهم شيء إنما تمسكوا بنخوتهم وكرامتهم التي فشل إرهابك بدفنها، تبقى نار في الصدور وإن تخيلتها أصبحت رمادا.
ثم دعنا نتساءل عن خططك لإقناع الناس أنهم بلا عزة أو كرامة وأن ما يمضي فيهم سوى قضائك وقدرك.
لقد منح الله شباب إب الثقة في صفعك وأجادوا ترتيل بينات الله أمام دجلك وأمام خلق الله.
لم يقل الله إنك قضاؤهم وقدرهم ولم يمنحك صكوك عبودية وأنت بلا معجزات خارقة ولا انتصارات خلف حدود كمزاعمك، مجرد فقاعة نفخت بفعل السياسة اللعينة والمصالح الدولية التي ألغت الناس.
هذه الرسالة الشعبية لا تنفع معها مفاوضات ولا تدخل دولي ينقذك.
هل تستطيع أن تعيد للناس عزتهم وكرامتهم التي تحاول سلبها؟
ليس بمقدورك!
إنما هم انتزعوها من بين فكي صلف إجرامك.
من صفعك لم يبحث عن سلطة ولا مال ولا انقلاب ولا كل ملذات الحياة إنما جمعتهم العزة والكرامة التي بإفئدتهم ليس الهراء التي يلقيه تلفازك ومذياعك.
إن قتلت أو سجنت فقد أثبت مدى ألمك وإن حاولت احتواء الصفعة فهي خالدة بوجدان كل الناس الذين سيكررونها بطريقتهم.
تذكر حتى أشدهم ولاء أو نفاقا لك لم تسعفه سفالته بالتجراء برد واحد.
بأي رد فلم يكونوا يوما من الناس ليعرفوا طريقة للتعامل مع الشعب.
صدقني من يعتقد أن هذه الصفعة شرارة لشيء فقد جهل الناس..
ومن يعتقد أنها ليست بداية لشيء فقد جهل الناس أيضاً.
هذه الصفعة سحبت كل التوقعات والحسابات وخلدت حقيقة واحدة هي أن دهسك ليس بالأمر الصعب وتركوا الباب مفتوحا خلفهم ليشاهدوا ضعفك وقلة حيلتك حتى يطلوا عليك من جديد، من حيث لا تدري ولا تحتسب أجهزتك أو تكون قادرة على فعل شيء.
تذكر حتى أشدهم نفاقا وولاء سقط مذعورا منذهلاً.
تذكر لو تجرأت بإطلاق طلقة رصاص واحدة ما بقي لك شيء.
لم يعتدِ الناس على أي مرفق ولم يذهبوا إلى أي من مندوبيك للنيل منه هم توجهوا نحو خدك لصفعه وعادوا إلى بيوتهم.
ما أعظمها من رسالة أوقفتك حائرا.
هل تذكر معجزة صاحب الأخدود الذي قال لن تقتلني إلا بذكر باسم الله رب هذا الغلام.
قال أبناء إب بسم الله رب هذا الشعب!
ونعلم بيقين فسق عقيدتك على أن تؤمن باسم رب هذا الشعب.
نعرف بيقين كل ظالم، عبثيته وجهله وخواء حيله أمام شعب مؤمن بيقين بإرادة ربه التي تفوق كل شيء.
انتهت الصفعة الأولى لصالح الشعب على أيدي شباب إب.
استعد لشباب الجمهورية..
وليس أمام الجميع إلا الوقوف بإجلال للشباب الذين وضعوا حدا لصلفك متى وأين النهاية؟ لن يسعفك منجم بها، فقد خلطت إب الأوراق على كل العرافين.
ولسنا حتى من يتجرأ على الناس بالإملاء بما عليهم فعله، فقد علمونا درساً نحن أيضاً. إنهم ليسوا رهن نخبنا ولا يقدمون لأحد خدمة مجانية إنما هم يقفون مع أنفسهم.
لقد ابهرنا سماع طنين خدك كما أعماك.. لهم التحية والإجلال..
ولك العار ينتعلك حتى يأتي قضاء الله باسم الشعب.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك