الأصل في المشترك الجامع أن تحاول بكل السبل أن تستعيد هذا الذي قلت إنه "ترك القضية أو باعها".
المنطقي وقد رأيت ما فعله نكاية بك وبما تؤمن أن تذكره بأجمل ما في المشترك بينكما، تذكره بالقيم التي كان عليها ورأيت أنه أهدرها إرضاء للصاحب الجديد المفترض.
وإن لم تستطع لأنه اختار اتركه وبينكما كل الاحترام والتقدير والتمسك بقناعاتك مهما حصل… فطبيعة الأشياء وفي النشاط في المجال العام أن يحصل حراك يؤدي هذا إلى ذاك، وذاك إلى هذا.
وإلا لن توجد أحزاب جديدة ورؤى أجد.
هناك بعض من يتعاملون مع الحياة العامة من يرى أن ثمة متغيرا كبيرا حصل في الواقع، ولذلك يقرر أن يغير التكتيك إذا صح التعبير…
السؤال: هل هذا من حقه أو لا؟؟
وهل من حقك أن تتهمه بالخيانة؟؟
وهل من حقك أن تطلبه إلى بيت الطاعة عبر الشرطة؟؟
مشكلتنا أن كثيرين انضموا إلى الأحزاب أيام العمل السري، وعن طريق البيعة أصبحوا أعضاء في هذا الحزب أو ذاك.
تربوا على أن كل ما يصدر عن الحزب مقدس!!!
ذلك كان مقبولا في مرحلة حتمت السرية فكانت القاعدة الذهبية "نفذ ثم ناقش" مسألة مقدسة… ونظر دائما للعمل الحزبي على أنه زواج كاثوليكي.
أذكر هنا أن صديقا عزيزا ينتمي إلى حزب كبير، قال لي وكنا نتحدث عن ضرورة الذهاب إلى الجديد، قال: لماذا لا يغير حزبنا اسمه؟ ويراجع ويغير برنامجه؟
قلت: طيب ليش ما تتكلم مع القيادة أو تكتب؟
سريعا وكنا في باب بقالة تلفت يمنة ويسرة:
لا يمكن، اشتيك أنت تكتب، أما أنا سيتهموني بالخيانة!!!
هنا ملخص الحكاية، قف في مكانك ولا تتحرك، وظل ردد تلك المقولات والأمجاد إلى يوم القيامة، ولذلك قلت أنا يوما إن القبيلة تجدد نفسها أفضل من الأحزاب.
عندما نخطئ ونذهب بهذا الذي اعتبرناه أخطأ إلى حافة الهاوية ولا نعمل على استعادته، نبدأ بتذكر حتى اسم أمه!! نعايره حتى بمرضه!!!!
كأن تقول: هااا فلان هو ينتمي إلى……
طيب وعندما كان معك، هل كان من مذهب آخر وطائفة أخرى؟؟؟!!!!
إيش معنى أنك تذكرت انتماءه الطائفي الآن…. وقد ظل سنين طوال معك، وعندما قرر أن يعيد الاختيار طالما وقواعد اللعبة تسمح، رفعت الراية فقلت: هاااا هو أصلا كذا!!!!
وهناك أمر مهم، عندما أسمع أو أقرأ لفلان ولم يعجبني ما قال أو كتب، لماذا لا أناقشه وأفحمه الحجة بالحجة؟؟؟
لماذا فقط استحضر عبارات التخوين والتسفيه والتشكيك وأذهب لأذكره من أي مذهب هو؟؟
لا يزال المساح حيا، فقد كنت قبل سنين كلما استفزه أقول: يا مساح خلينا نطلب الله مع الناس، ينبري صديقنا المشترك المهندس الحمادي:
لا… الإنسان موقف.
دارت الأيام، وذات نهار اجتمعنا على الغداء عندي ثلاثتنا، المساح لم يلاحظ أن الذي أمامه هو الحمادي لأن المهندس ظل منحنيا رأسه إلى السفرة.
فورا رفع رأسه، صالح: الحمادي، شفت يا ابن (...) ماذلحين قد نحنا مواقف سيارات!!! كم ضحكنا يومها لكنه ضحك كالبكاء.
يا ناس دعونا نكون أحرارا ونتعلم أن الاختيار حق من حقوقنا، وأن نختلف على قاعدة الاحترام حق أساسي هو الآخر..
لله الأمر من قبل ومن بعد.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك