لفت نظري تعليق لن أنقله إلى هنا، لأنه تعليق نحن نقول بأنه لا يليق، حيث يتهم "أصحاب منزل" ولن أقول بماذا يتهمهم، لأن لا نية لي تهييج العامة ذهابا إلى فتنة، يكفينا ما بنا.
قلت مرة تعليقا على حكاية "أصحاب مطلع" و"أصحاب منزل" التي لا نجاهر بها، ولكن الكثيرين يهمسون بها ويبنون مواقف ويشكلون قناعات من وحيها، ثم تتحول الظروف السياسية ويأتي من يستغلها والتراكم دائما يؤدي إلى الانفجار… قلت بحوار بين أصحاب منزل وأصحاب مطلع يضع على الطاولة كل طرف ما عنده.
في بلاد العالم كلها يوجد هذا النوع من التحسس الاجتماعي وخاصة عندما تستأثر جماعة أو طائفة أو أو بالحكم وتسيطر على السلطة، فيصبح الأمر سياسة تمارس في الخفاء تجاه الآخر الذي تعمل على عدم قبوله خاصة عندما تحتكر القوة بيدها وحدها.
في البلدان التي تقدمت الآن -ولنأخذ أوروبا مثلا- بعد حروب وصراعات توصلوا إلى صيغة للحكم جمعت الناس بمختلف دياناتهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم تحت سقفها واتفقوا على أن تكون الديمقراطية وسيلة للممارسة وقبلوا بعضهم ومضوا يطورون حياتهم حتى وصلوا إلى ما نراه.
نحن بسبب الجهل وأسباب كثيرة لم نصل بعد إلى قناعة أن نتحاور جميعا مطلع ومنزل، ثم شرقا وغربا، ونصل إلى صيغة من خلالها نقبل ببعضنا برضا وقناعة.. ومن ثم ننطلق نحو المستقبل.
نريد حوارا مجتمعيا فيه نواجه بعضنا ونضع ما تحت الطاولة فوقها ونتناقش في كل شيء على أرضية أن الكل يمنيون ولا أحد أكبر من أحد، وأن من حقنا أن نخالف ويقبل الآخر بما نختلف فيه على أرضية صلبة نؤسس لها "ديمقراطية" حقيقية.
لنصل في الأخير إلى دولة تحتكر السلاح وتسيد القانون ولا يكون فيها للقوات المسلحة علاقة بالسياسة إلا بحماية القانون وإنفاذه.
غير ذلك سنظل هكذا نقفز بهمسنا إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي كشفت كل أمراضنا دفعة واحدة..
على اليمنيين أن يتحاوروا ويختلفوا ويتفقوا وإلا فإن الصراع لن ينقطع والأيام بيننا.
لله الأمر من قبل ومن بعد.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك