جلال محمد

جلال محمد

الحوثي والالتفاف على كل اتفاق

Sunday 22 May 2022 الساعة 04:59 pm

أعلنت جماعة الحوثي أسماء ممثليها في ما أسميت لجنة رفع الحصار عن محافظة تعز وفتح الطرقات، وبهذا تكون الجماعة قد نجحت كعادتها في تجزئة كل اتفاق وخلق سلسلة عنقودية من الاتفاقيات واللقاءات والمفاوضات التي تفضي إلى لجان ومفاوضات وهكذا، دون أن تقدم أي تنازل يصب في خانة الوطن والمواطن، ومستغلة في كثير من الأوقات خفة الطرف المقابل واندفاعه للسلام وتنازلاته بحجة تهيئة الأرضية للسلام، غافلاً عن حقيقة معروفة للعالمين بأن هذه الجماعة لا تؤمن بالسلام، ولا ترى في المفاوضات سوى كسب للوقت وإعادة ترتيب الصفوف وفرصة للتحشيد وأداة للحصول على مكاسب دون أن تقدم شيئاً.

من المؤسف أن يظل حالنا بهذا الوضع البائس، وأن نظل متمسكين بنهج لا يعرفه الحوثي ولا يؤمن به، بل انه يصور لأتباعه ان أي حديث عن السلام من قبل الطرف الحكومي ما هو الا دليل خوف وانكسار وعجز، وعلى هذا المنوال يصر وأتباعه على نشر هذه المفاهيم ليضحك بها على المغررين ويتمكن من سوقهم الى محارق الموت، فيضمن استمرار تسلطه وسلطته ولا يهمه ما آلت إليه أوضاع اليمن واليمنيين.

شهرا الهدنة قاربا على الانتهاء، لم يفتح الحوثي طريقاً، ولم يقدم تنازلاً، ولم يوقف خروقاته وتمترساته، لكنه بالمقابل حصل على حل للأزمة النفطية التي كادت تعصف به وبسلطته وما افرزته من تداعيات جعلت الناس تطالب برحيله وتلعنه ليل نهار وكانت مؤشرات كسر حاجز الخوف منه ومن بطشه قد ظهرت على الناس، الا ان الهدنة رمت له طوق النجاة، ورفدت سفن المشتقات النفطية خزينة الحوثي بعشرات المليارات ونكث بما التزم به بأن تخصص جمارك السفن وضرائبها لصالح صرف الرواتب، الا ان الحوثي رفض واعتبر ان الراتب ليس من اختصاصاته.

وكذلك حقق ما يريد وفرض شروطه لفتح مطار صنعاء، فيا ترى ماذا قدم لاجل اليمنيين؟ رغم انه كان الأجدر به أن يقدم تنازلات لصالح الشعب ليثبت احترامه للمواطن ورغبته في تخفيف معاناة ملايين اليمنيين.. وما الذي نتوقع ان يقدمه؟ لا شيء سوى الوهم، الكذب، الالتفاف على كل اتفاق، وتفريخ كل توافق إلى لجان وكل لجنة إلى غيرها وهكذا.

يا مجلس القيادة، ويا دول التحالف، ويا كل العقلاء في العالم، إذا استمر الوضع هكذا فلن نصل للسلام بل إلى وضع يريده الحوثي (اللاسلم واللاحرب) كونه يمنحه سلطة دون أعباء، أما إذا أردنا عودة اليمن واستقراره وإحلال السلام الدائم فلا يمكن ان يكون ذلك بطاولة حوار، بل بفوهات بنادق وحرب وطنية يمنية عربية خالصة تكسر ذيل إيران للأبد.