محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

صنعاء في الساحل الغربي "الاغتراف" من وحي المقاومة

Tuesday 19 April 2022 الساعة 10:39 pm

اليوم ونحن نعيش نتائج التبشير الوطني والدماء التي أروت رملة الساحل وصخرة الجبل وشجرة الوادي، نعيش المتغيرات المبشرة بمعركة هي الخلاص الكبير من أزمة الانتظار المُر لشوارع صنعاء العتيقة المُنهكة بالأقدام الإيرانية التي تعبث بها، نعيش وقائع عدن الحبيبة منطلق الجنوب ومنهل المقاومة ونبع القوة والعزيمة، عدن وهي اليوم تشهد فصلاً من فصول المقاومة ضد إيران، تجتمع الشرعية الجديدة فيها والأمل الذي ينظر الناس من خلاله إلى أن تكون بداية النهاية والتحرير المنتظر للشمال الحبيس بين مخالب إيران.

الساحل الغربي النواة الأولى للتبشير الوطني بالتحرير والانتصار وانبلاج فجر صنعاء، أعاد دوره إلى الواجهة برجال المقاومة الوطنية التي تعيش ذكرى التأسيس الرابعة، هؤلاء الرجال الذين روّضوا الرملة العميقة للعبور بالأقدام الحافية، وسكبوا الدم الغالي على الشاطئ ليشهد في التاريخ أن المعركة نحو صنعاء كانت قاسية واستنزفت من الدماء ما يستحق من أجله التضحية، وارتمت على جسد الساحل أجساد الرجال شهداء يوم الوطيس وشهداء كل طفل ولد وكل شاب يحلم وكل امرأة يمنية جبينها نحو الشمس بالعزة مرفوع وبالحرية ينظر بالأمل، شهداء الإخوة الذين لم يلحقوا بهم واستمروا بالصمود والتقدم والأعين نحو صنعاء لا تزيغ ولا تميل.

أيها الرجال الذين تركوا البيوت عامرة بالحنين إليهم، وذهبوا إلى المعركة، وصنعوا من أجسادهم ثياب العيد للأطفال اليتامى، وخلقوا من وجه الليل قمراً يزاور زنازين وسجون صنعاء ويسامر السجناء بالوعد الصادق ان الخلاص قادم، وأسقوا بدمائهم جذوع الأمل في بطون أودية الشمال، ولوّحوا بأياديهم إلى جبال صعدة الدامية الحزينة، أيها الرجال الذين عانقوا السماء فامتلأ الشمال بهم انتظاراً وأكفاً صامتة بالدعاء والابتهال، أيها الرجال بكم يتهيأ الشمال وتستعد صنعاء لعرس جديد، جمهورية جديدة تدفن روث إيران وتُعيد وطنية الناس إلى القلوب وتخلق مساراً جديداً نواته دولة وطنية تذوب فيها كل الفوارق والطبقية والمذهبية، إنكم في الوعد لصادقون وإننا على كف الانتظار صامدون على نير الظلام وسياط الحقد المغزولة في شوارع طهران.

الفجر مطل على جبل نقم، والساحل الغربي يحمل الغسق بين أمواجه المتلاطمة على الشاطئ، والمقاومة الوطنية بكل رجالها الأحياء والشهداء في قائمة العبور نحو صنعاء، لن يتخلف اليوم أحد عن أداء الوعد وإنجاز العهد، عدن مستقبلة الأبطال وصنعاء مستبشرة، والرجال يد للسلام ويد على الزناد، والمعركة مع إيران لن تكون إلا بالبندقية، والمحال هو التراجع للوراء دون صنعاء.

الانطلاق في المعركة يثير زوبعة الرمال، ويجّسر من صمود المُدن والقرى في الشمال، يسقط الشهيد لتنبت الأرض مئات الرجال، ويخلق الله في الميدان قوة من الملائكة تحف المقاتل وتسند الجريح بالعزيمة، لأن المعركة تستحق شرف المشاركة فيها، هي من أجل الحياة والأمان، هي من أجل الأجيال والاستقامة على نهج الله في الوطن، المعركة صادقة ودليلها أولئك الشهداء وتلك الدماء وأعين الأسرى الجسورة، ودعاء الأمهات المكلومة واليتامى الذين يحلمون بحلوى سرقتها أيادي الكهنوت والطغيان.

إلى الساحل الغربي وجلبة المعركة وسُقيا الأرض بالدم القاني، صنعاء مرتهنة والناس مُنهكة والأمل تحمله نسائم البحر إلى قمة الجبل يُعيد الصمود تارة أخرى إلى كل بيت وحارة وقرية ومدينة شمالية، لا بد من معركة الخلاص حيث يتهيأ كل شيء من أجلها، لا بد أن تعبر الرجال الساحل وتمتطي الوادي وتصعد الجبل ولا تستريح إلى في أحضان عيبان الأب العتيق للمقاومة الوطنية.

نحييكم كما لو أنكم الأنبياء تقاتلون من أجل البشرية، تصنعون فجر الحرية، وتنتزعون مخالب إيران الإرهابية من جسد اليمن العتيق، نحييكم أيها التاركون لبيوتكم العائدون إليها بأكاليل النصر والانتصار وإنجاز وعد الحق وعهد الحقيقة والدماء الزكية.

نعانقكم في صنعاء قريباً..