عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

الحرب.. اما ان تنتهينا أو تغير تفكيرنا

Thursday 24 May 2018 الساعة 11:07 pm

ليس كل من وقف ضد الحوثي وطني.. وليس كل من ذهب للرياض عميل وخائن .

ليس المطلوب ان تنتقد الحوثي وتختلف معه او حتى تقاتله دون ان  تتبنى لغة ومصطلحات وطريقة وأسلوب تفكير الطرف الاخر وإلا فأنت معه..وان اختلافك المتأخر مع الحوثي ..يفرض عليك أن تقبل رؤس من سبقوك بالاختلاف معه وتؤمن ببطولتهم وانهم السابقين الأولين للوطنية.. وتعتذر لهم عن كل شيء بدر منك ..والا فأنت حوثي..

ليس المطلوب نقد اخطاء وجرائم التحالف ومساوئ الشرعية وانما ان تؤمن مبدئيا بأنه عدوان دون اي اعتبار لأي شيء ولالأي حقائق ولالأي منطق.. وبأن هؤلاء عملاء دون اي نقاش..وإلا فأنت عميل مثلهم ..

هذا المنطق المتطرف الذي يصادر حق الناس بارائهم ومواقفهم وقرأتهم للأحداث السياسية ..ويدعي الناس الى الاقتداء بموقفه الوطني المثالي العظيم وكل ماهو غير موقفها هو خيانة للوطن..وعلى الاخرين الاعتذار له وانتظار مغفرته لكي يوزع لهم صكوك الوطنية، يعد تأثر بأسلوب وثقافة الجماعات الدينية المغلقة التي لاتؤمن بحق الناس بارائهم مواقفهم وحريتهم الكاملة..
فهي لا ترى فيك الا معاها او ضدها ..وان احنا في زمان الحروب المقدسة بين الانبياء والكفار بين الحق والباطل ..وليس حروب وصراعات سياسية نسبة الحق والباطل هي نسبية وهنا وهناك ومتغيرة ومتقلبة ..وليس حقائق ثابته وحق وباطل لاجدل ولانقاش فيه ..

ان يدعي ناشطين محسوبين على احزاب سياسية هكذا.. فماذا تركوا للجمعات الدينية ؟! ماذا تركوا لظلام وتطرف وسوء الآخر الذي يعادوه..؟!!

جميع الأطراف بلا استثناء مسؤلة عن ما وصلنا اليه ..ولانستطيع تبرئة أحد والقى اللوم وتحميل المشكلة طرف محدد ..وهو صراع سياسي معقد اختلفت وتطورت وتعقدت وتناقضت واختلفت مراحله واسبابه وتطوراته ونتائجه كذلك..وليس تحليل هذا الصراع والنتائج التي وصلناه هي تلك القرأت السطحية التي تعتسف الحقائق وتوظفها بمسار خاطئ..للتعزيزالتطرف وغياب المنطق السياسي..

اذاكانت هذه الأطراف الرئيسية  والاحزاب السياسية والشخصيات المدنية والنخبوية.. أو المحسوبين عليها يفكرون هكذا بهذه العقلية الاقصائية المتطرفة .. ونحن لازلنا نمر بمرحلة كل الأطراف المتصارعة تمر بأزماتها وضعفها.. وتقاسم مناطق السيطرة ومرتكزات القوة ..فكيف سيكون الأمر لو انتصر طرفا على الآخر ؟! فبالتأكيد بأن لن يقبل بالآخر الذي يختلف معه بمنطق السياسة ..

وبالتالي فلربما لازلنا نحتاج الى ان يطول الحرب اكثر.. وان يمر الجيع بأزماته وضعفه للنهاية حتى ينتهي او يغير طريقة تفكيره ..