وفاة المعمّر بن يوسف تُذكِّر بجريمة تصفية ذراع إيران ليهود اليمن

تقارير - Wednesday 19 June 2024 الساعة 11:12 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

بصمت وبعيداً عن الأضواء، شيع عشرات اليمنيين الجمعة، بإحدى القرى شمالي صنعاء جثمان مُعمّر يمني من أبناء الطائفة اليهودية، في حادثة أعادت التذكير بجرائم مليشيات الحوثية بحق الطائفة.

وشيع العشرات من أبناء قرية مدر، بمديرية أرحب جثمان المعمر اليهودي يحيى بن يوسف، الذي وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه آخر يهود اليمن المتبقين داخل البلاد.

وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست في تقرير لها، أن بن يوسف دفن من قبل جيرانه المسلمين، بسبب عدم وجود أي أحد من عائلته، بعد انتقالهم لإسرائيل مؤخرا، ورفضه الالتحاق بهم.

وأجبرت السياسات التي انتهجتها جماعة الحوثي الإرهابية غالبية أبناء الطائفة اليهودية على مغادرة اليمن خلال السنوات الأخيرة، حيث سعت الجماعة منذ نشأتها قبل نحو عقدين على تصفية وجودهم من اليمن بشكل نهائي، وتجلى ذلك بمحاولتها تهجير يهود آل سالم في صعدة عام 2007م.

ومع غياب الإحصائيات الرسمية، إلا أن تقديرات كانت تشير إلى أن أعداد يهود اليمن كانت تصل إلى نحو 80 ألف كان يعيش غالبيتهم شمال اليمن وجرى نقل معظهم إلى اسرائيل منتصف القرن الماضي بعملية أطلق عليها اسم "بساط الريح" بالتنسيق آنذاك بين بريطانيا والإمام أحمد حميدالدين.

وتبقى وفق هذه التقديرات ما بين 5 – 10 الآلاف من يهود اليمن، الذين رفضوا الانتقال إلى إسرائيل بناءً على موقف ديني يرفض فكرة إنشاء هذه الدولة على حساب فلسطين، إلا أن ذلك لم يكن ليحميهم من بطش الجماعة الحوثية والذي تضاعف عقب انقلابها على الدولة عام 2014م.

صحيفة جيروزاليم بوست وفي تقرير سابق لها قالت بأنه حتى عام 2016، كان لا يزال هناك ما يقدر بنحو 1500 يهودي يعيشون في اليمن، ولكنها أشارت إلى أنه بعد عامين فقط انخفض هذا العدد إلى خمسين.

مضيفة بأنه في وقت لاحق وتحت ضغط الحوثيين، فر جميع اليهود المتبقين تقريبًا من اليمن، بما في ذلك 13 عائلة طردت من صنعاء في مارس 2021، في عملية كشف تفاصيلها بعد ثلاث سنوات موقع "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير له.

حيث كشف التقرير بأن دولة عربية (لم يكشف عن اسمها) ساعدت إسرائيل في إجلاء ما يقارب من 100 يهودي من اليمن ونقلهم إلى دولة ثالثة وهي مصر، وأن وفد هذه الدولة أرسل مبعوثين إلى صنعاء لإجراء مفاوضات مع جماعة الحوثي بشأن إجلائهم و"بتمويل أجنبي"، كما يقول التقرير.

يشير التقرير إلى بقاء يهودي يمني واحد في صنعاء، وهو سالم ليفي مرحبي، المعتقل في سجون مليشيا الحوثي منذ عام 2016م، وفي عام 2018 حُكم عليه بالسجن لثلاث سنوات ونصف، ولا تزال ترفض المليشيا الإفراج عنه رغم انتهاء فترة عقوبة السجن.

 وإلى جانب سالم، تُفيد تقارير إعلامية بأن 4 من أبناء الطائفة اليهودية لا يزالون موجودين في الداخل لم يغادروا اليمن، اثنان منهم في عمران وهما امرأه عجوز وشقيقها الذي يعاني من مرض نفسي، واثنان آخران في أرحب أحدهما زوجة المعمر اليهودي يحيى بن يوسف الذي تُوفي مؤخراً.

اللافت في التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن يهود اليمن الذين تم تهجيرهم من قبل جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية، هي الإشارة إلى موقفهم الديني المناهض لفكرة الصهيونية التي تقوم عليها دولة إسرائيل وعدم رغبتهم للهجرة إلى إسرائيل رغم كل الإغراءات المتمثلة بالفارق الكبير بين مستوى المعيشة في اليمن وهناك.

وهو ما يفضح حجم المزايدات التي ترفعها الجماعة الحوثية باسم القضية الفلسطينية، في حين أنها عملت منذ نشأتها لصالح المشروع الصهيوني من خلال إجبار يهود اليمن الرافضين لهذا المشروع على مغادرة بلادهم والهجرة إلى إسرائيل.