إقرار حكومي بالفشل في معركة الاتصالات وانتزاع سيطرة مليشيا الحوثي على الكابلات البحرية

تقارير - Sunday 04 February 2024 الساعة 10:01 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

على هامش التحذيرات والمخاوف من استهداف مليشيا الحوثي للكابلات البحرية الدولية المارة أسفل مضيق باب المندب والبحر الأحمر، كشفت الحكومة الشرعية عن فشلها في انتزاع سيطرة المليشيات على ملف الاتصالات في اليمن.

هذا الإقرار جاء في بيان أصدرته المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية والشركة اليمنية للاتصالات الدولية (تليمن) بعدن، ونشرته وكالة "سبأ" الرسمية، لإدانة تهديدات مليشيا ذراع إيران باستهداف الكابلات البحرية.

البيان أقر بشكل واضح بفشل الجانب الحكومي في انتزاع سيطرة مليشيات الحوثي على الكابلات البحرية التي تزود اليمن بخدمة الانترنت، تحت ذريعة أنها "استغلت مؤسسات الدولة التي سيطرت عليها بشكل غير قانوني في عام 2015م".

حيث كشف البيان عن فشل جهود المؤسسة والشركة اليمنية الدبلوماسية والقانونية التي بذلتها خلال السنوات الماضية لتحقيق ذلك، وقال بأن "التحالفات الدولية للاتصالات، التي تدير هذه الكابلات، قد تعاملت مع مليشيات الحوثي مما منح المليشيات معرفة بعمليات الكابلات البحرية الدولية". 

البيان أقر بشكل رسمي ولأول مرة بانتزاع مليشيات الحوثي الإرهابية الكابل البحري (AAE-1) من يد الشرعية، والذي تم ربط البوابة الدولية في عدن منه عام 2017م، وجرى على إثر ذلك تدشين شركة "عدن نت" الحكومية في أغسطس 2018م لتقديم خدمة الجيل الرابع 4G بمشروع ضخم بلغت تكلفة 100 مليون دولار.

وتسبب سيطرة المليشيات على هذا الكابل الذي يعد من أحدث الكابلات البحرية، إلى فشل مشروع "عدن نت" وعجز الحكومة عن تزويد المناطق المحررة بخدمة الانترنت، وبقائها تحت رحمة خدمة الانترنت التي تقدمها شركة "يمن نت" في صنعاء والشركات التجارية الخاضعة لسيطرة المليشيات في صنعاء.

وطيلة السنوات الـ6 الماضية، لم تفصح الحكومة أو وزارة الاتصالات بشكل واضح عن ما تعرض له الكابل البحري وأسباب فشل مشروع "عدن نت"، باستثناء تصريح مقتضب لوزير الاتصالات الراحل نجيب العوج عام 2022م ضمن حوار تلفزيوني كشف فيه عن تعرض البوابة الدولية المرتبطة بالكابل إلى عملية تشفير حرمت الشركة الاستفادة من الكابل البحري.

تفاصيل ما حدث كشف عنها تقرير برلماني نُشر في أغسطس من العام الماضي، أوضح بأن تشفير الكابل جرى في عهد وزير الاتصالات السابق لطفي باشريف الذي قام باستدعاء مهندسين من صنعاء للعمل عليه وقام مهندسون دوليون بتدريبهم وبعد سفر المهندسين الدوليين، غادروا عدن، وعادوا إلى صنعاء، وقاموا بتشفير الكابل وتعطيله.

ويكشف بيان المؤسسة وشركة (تليمن) الصادر اليوم الأحد عن عجز الحكومة في حل المشكلة وانتزاع اعتراف دولي بشرعيته على الكابلات البحرية من خلال استمرار "التحالفات الدولية للاتصالات التي تدير هذه الكابلات التعامل مع سلطة الحوثي في صنعاء"، بحسب البيان.

بيان المؤسسة وشركة (تيليمن) الذي أقر بحصول المليشيات على مليارات الدولارات نتيجة استمرار سيطرتها على الكابلات البحرية التي تزود اليمن بخدمة الانترنت، اكتفى بتوجيه دعوة إلى شركات ومؤسسات الاتصالات الدولية وقف جميع تعاملاتها مع مليشيات الحوثي والكيانات غير الشرعية الخاضعة لسيطرتها في صنعاء.

فشل الشرعية في انتزاع الكابلات البحرية من سيطرة مليشيات الحوثي، يُفسر أحد أسبابه التصريح الذي أدلى به رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في اجتماع رسمي في عدن في أغسطس 2022م، كشف فيه تفاصيل قراره الذي أصدره قبل أيام من الاجتماع بتعيين المهندس وائل محمود محمد طرموم مديراً عاماً للمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية.

حيث كشف العليمي، حينها، بأن طرموم ظل لنحو عامين مكلفاً بهذا المنصب دون أن يصدر له قرار جمهوري، وقال بأن ذلك كان سبباً في عدم تعامل المجتمع الدولي معه في ملف الاتصالات، والتعامل مع مدير المؤسسة المعين من قبل جماعة الحوثي في صنعاء.