خبراء صينيون يتحدثون عن الدور الذي يمكن أن تلعبه بكين في اليمن

تقارير - Wednesday 31 January 2024 الساعة 09:54 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

على إثر الزيارة الأخيرة لوكيل وزارة الخارجية اليمنية منصور بجاش إلى الصين، يتوقع أن تلعب بكين دوراً في اليمن، خاصة مع استمرار هجمات المليشيا الحوثية على سفن النقل المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن، وتصعيدها مؤخرا ضد السفن الحربية الأمريكية والبريطانية.

يزور بجاش الصين حالياً، والثلاثاء الماضي، عقد جلسة مباحثات مع مسؤولين في الحكومة الصينية تطرقت إلى الوضع في اليمن، وبحسب وكالة سبأ الحكومية أبدى المسؤولون الصينيون قلقاً كبيراً إزاء تصاعد المواجهات العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، معتبرين أن الأحداث في البحر الأحمر وباب المندب "باتت تُشكل مشكلة خطيرة للعالم واليمن خاصةً بسبب ما تعانيه من ويلات الحرب".

وذكرت وسائل إعلام صينية، الأربعاء، أن المسؤولين الصينيين أكدوا دعم حكومتهم لسيادة اليمن ووحدة أراضيه، ودعمها للحكومة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي، إضافة إلى دعم الصين لحل الأزمة اليمنية عبر السبل السياسية.

وتوقع خبراء صينيون أن تلعب الصين دورا أكبر في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، في حين أبدوا ملاحظاتهم بأن العمليات القتالية في اليمن بدأت تهدأ منذ استأنفت السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية، حسب ما ذكرت صحيفة جلوبال تايمز الصينية.

وقال الخبراء الصينيون، إنه بينما قد يكون من الصعب على الصين أن تلعب دورًا مباشرًا في المواجهات المستمرة بين جماعة الحوثي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة فيما يتعلق بالوضع في البحر الأحمر، إلا أن الصين يمكن أن تلعب دورًا في الحفاظ على الاستقرار السياسي في اليمن. وأشار الخبراء إلى أن هذا مهم بشكل خاص في منع تجدد الصراع بين جماعة الحوثي والحكومة اليمنية.

ونقلت الصحيفة عن نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي لوكيل وزارة الخارجية والمغتربين اليمنية منصور بجاش، يوم الثلاثاء في بكين، بأن الصين تقدر بشدة دعم اليمن طويل الأمد والثابت في القضايا التي تتعلق بالمصالح الأساسية للصين.

وقال دنغ إن الصين ترغب في مواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التبادلات والتعاون في مختلف المجالات مع اليمن وتعزيز تنمية العلاقات الصينية اليمنية، مشيرا إلى أن الصين تدعم الحل السلمي للقضية اليمنية من خلال الوسائل السياسية، كما تدعم الأمم المتحدة في لعب دور عادل ومتوازن باعتبارها القناة الرئيسية للوساطة. وقال دنغ إن الصين ترغب في العمل مع المجتمع الدولي لتسهيل استعادة السلام والاستقرار في اليمن في وقت مبكر.

وعقد هذا الاجتماع بين الدبلوماسيين الصينيين واليمنيين وسط تصاعد التوترات في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب، حيث تقول ميليشيا الحوثي إن الجماعة مستعدة لمواجهة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وتعليقا على الاجتماع بين الدبلوماسيين الصينيين واليمنيين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، الثلاثاء، إن موقف الصين بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية والوضع في البحر الأحمر ثابت وواضح. وجدد دعوة بلاده إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة لوقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين وتخفيف الأزمة الإنسانية وتنفيذ حل الدولتين. وقال وانغ إنه يتعين على المجتمع الدولي العمل معا لضمان سلامة الطرق البحرية في البحر الأحمر.

وقال سون ديجانج، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان، لصحيفة جلوبال تايمز، الأربعاء، إنه نظرا لأن الصين أعربت عن مخاوفها بشأن البحر الأحمر والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتأمل في تعزيز وقف تصعيد الأزمة، فإن الصين لا ترغب في رؤية القوى الأمريكية والغربية تؤدي إلى تفاقم الوضع. وأضاف "من الواضح من هذا الاجتماع أن اليمن يأمل أيضا أن تتمكن الصين من لعب دور أكثر استباقية وإيجابية في المنطقة".

ونقلت الصحيفة عن وكيل وزارة الخارجية منصور بجاش قوله خلال الاجتماع إن اليمن يقدر جهود الصين لتسهيل عملية الحل السياسي للقضية اليمنية، وأعرب عن امتنانه لموقف الصين الموضوعي والمحايد بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واعترف بشكل إيجابي بدور الصين في تسهيل المصالحة التاريخية بين السعودية والإمارات وإيران.

كما نقلت عن ليو تشونغمين، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد، قوله إنه "في حين قد يكون من الصعب على الصين أن تلعب دورا مباشرا في أزمة البحر الأحمر الحالية التي تشمل جماعة الحوثي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلا أنها يمكن أن تلعب دورا في الحفاظ على الاستقرار السياسي في اليمن".

وأضاف: "على وجه الخصوص، يمكن للصين أن تساهم في منع تجدد الصراعات أو اندلاع حرب أهلية جديدة في اليمن، والتي لا تزال تشكل خطرا حقيقيا. وفي هذا الصدد، يمكن أن تشمل مشاركة الصين العمل مع الحكومة اليمنية وحتى التعامل بشكل غير مباشر مع إيران والمملكة العربية السعودية" لمنع تجدد القتال في اليمن.

ولا يبدو من خلال وجهات نظر الخبراء الصينيين أنهم يدركون تعنّت المليشيا الحوثية إزاء جهود إحلال السلام في اليمن، وذلك بسبب نقص المعلومات لديهم عن هذه الجماعة وعن تعاملها مع الداخل اليمني.